تواجه النساء المعرضات لمستويات عالية من تلوث الهواء خلال الحمل خطرا متزايدا للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
ووجدت الدراسة التي نشرتها مجلة Science of the Total Environment أن تعرض النساء لمستويات أعلى من ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) أو الجسيمات القابلة للاستنشاق (PM10) خلال الثلث الثاني من الحمل يزيد بنحو أربعة أضعاف من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، مقارنة بالنساء المعرضات لمستويات أقل من تلك الملوثات الجوية. ويستمر هذا الخطر الأعلى لمدة ثلاث سنوات على الأقل.
وقالت الدكتورة تريسي باستين، الأستاذة المساعدة في العلوم السكانية السريرية والصحة العامة في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا والمؤلفة الرئيسية للدراسة: “ما هو جديد حقا في هذا العمل هو أننا تمكنا من تمديد فحص الاكتئاب إلى ما بعد العام الأول بعد الولادة، وأظهرنا التأثير المستمر لتلوث الهواء أثناء الحمل على أعراض الاكتئاب طوال ثلاث سنوات بعد الولادة”.
ويأتي ثاني أكسيد النيتروجين من حرق الوقود الأحفوري في المركبات ومحطات الطاقة، في حين أن الجسيمات القابلة للاستنشاق، الذي يشير إلى الجسيمات التي يقل قطرها عن 10 ميكرومتر، ويمكن أن يشمل كل شيء من الغبار وحبوب اللقاح إلى الملوثات من المصانع وحرائق الغابات.
ومن المعروف أن التعرض لهذه المواد الكيميائية بتركيزات عالية أو لفترات طويلة يزيد من خطر إصابة الشخص بمجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك الربو والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
ويقوم مجال بحثي ناشئ، مدعوم من قبل فريق كلية كيك للطب، بفحص التأثيرات طويلة المدى لهذه المواد الكيميائية وغيرها على صحة الأمهات والأطفال.
وتابعت الدراسة الطولية 361 أما من بداية الحمل وحتى ثلاث سنوات بعد الولادة. وجمع الباحثون بيانات عن أعراض الاكتئاب لدى الأمهات بعد عام واحد، وسنتين، وثلاث سنوات من الولادة، ثم قارنوا هذه البيانات بقياسات تلوث الهواء الأسبوعية بالقرب من منازلهن أثناء الحمل، ووجدوا رابطا قويا بين مستويات التلوث وأعراض الاكتئاب اللاحقة.
وواجهت النساء اللائي تعرضن لمستويات أعلى من ثاني أكسيد النيتروجين خلال الأسابيع من 13 إلى 29 من الحمل خطرا أعلى بنسبة 3.86 مرة للإصابة بالاكتئاب بعد الولادة لمدة تصل إلى 3 سنوات.
كما واجهت النساء اللاتي تعرضن لمستويات أعلى من الجسيمات القابلة للاستنشاق PM10 خلال الأسابيع من 12 إلى 28 خطرا أعلى بنسبة 3.88 مرة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
وبشكل عام، عانت 17.8% من النساء من أعراض الاكتئاب بعد عام واحد، و17.5% بعد عامين و13.4% بعد ثلاثة أعوام.
وقال الباحثون إن النتائج تشير إلى الحاجة إلى الفحص المستمر للصحة العقلية بعد 12 شهرا من الولادة، وتشير إلى أن تقليل التعرض لتلوث الهواء خلال الثلث الثاني من الحمل قد يساعد في تقليل خطر الاكتئاب.
المصدر: ميديكال إكسبريس