آراء

اغتيال مستشار الحرس الثوري رضي موسوي اختراق إسرائيلي فاضح

بقلم: إياد مصطفى
كثيراً ما نحاول تجنب القضايا التي تخص إيران وسورية، حتى لا نظهر بذات الدهرية التي ينتميان إليها بكل ما تحمل من فضاضة وبشاعة وعمى طائفي مقيت..

لكن بعيدا عن المواقف الحادة والمشككة، لا بد من القول بكل قناعة، أن اغتيال إسرائيل للمستشار في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي، اغتيال فاضح بكل ما للكلمة من معنى..

خاصة وأن مثل هذه الاغتيالات بحاجة إلى عين وقحة من ذات الطبيعة، التي تحملها الضحية أو ما يشبهها.. أي أن التوجيهات عبر الشرائح الألكترونية أو الليزرية هي وحدها الكفيلة بايصال الهدف إلى الذروة.. وهذا ما حصل بالفعل.

بكلام آخر، أن النظام السوري والإيراني على حد سواء، يعيشان حالة من الاختراق الفاضح، هذا الاختراق الذي قد وصلت مدياته إلى دوائر المؤسسات الأمنية الضيقة، بل قد تجاوزت في دقتها لتصل إلى دوائر صناعة القرار في كلا البلدين.

ولم تعد منطقة السيدة زينب وحدها ساحة الاغتيالات الفاضحة، بل تحولت كل من دمشق وطهران بأقبيتهما الأمنية ودوائر صنع القرار لكليهما، إلى بؤرة جوسسة لكل مخابرات الأرض نجتمعة، وفي مقدمة هذه المخابرات الموساد والسي أي أيه.

ولعل الوصول إلى أي شخصية في كلا البلدين من قبل إسرائيل وأمريكا، أسهل من استجلاب موظف أمني إلى مكان عمله أو مكتبه..

بل أن البعض بدأ يؤشر بأصابع الاتهام إلى دوائر وزارتي الدفاع وفروع المخابرات لكلا البلدين، ليذهب بعضهم الآخر بتوجيه اتهاماته إلى دائرة الرئيس السوري المصغرة والمرشد الإيراني..

ولعل وصول هذا البعض باتهامه لمقامات سياسية وقيادية وأمنية عليا، هي كثر الوعود والتصريحات النارية، التي تنطلق من عاصمتي البلدين بالرد على الاغتيالات الجوالة، والتي بدورها لم تترك شخصية أمنية أو علمية أو مهنية إلا اغتالتها، وما يزال الحرس الثوري وسيده مرشد الثورة الإيرانية يهدد بالرد، وكأن عدوة بشار الأسد بالرد بالوقت المناسب على إسرائيل، أقوى من كوفيد ومتحوراته..

وأما ما قاله الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن اغتيال إسرائيل لمستشار الحرس الثوري في سوريا رضي موسوي “علامة على إحباطه وعجزه وسيدفع ثمن هذه الجريمة بالتأكيد”.. هو عار عن الصحة، والصح أن إسرائيل هي من يصنع السياسات الأمنية داخل هذه البلدان، وهي من يقرر من هو العدو من الصديق، بل هي من يحدد درجة خطورة الأشخاص على أمن إسرائيل دون غيره.