شنّت فصائل المعارضة السورية المسلحة، اليوم الأربعاء، هجوماً عنيفاً على نقاط لجيش النظام السوري في أرياف محافظات حلب وحماة وإدلب السورية.
وقالت وسائل الإعلام: “بدأت الفصائل من خلال غرفة عمليات موحدة، بما في ذلك تنظيم جبهة النصرة والتنظيمات الحليفة له، منذ صباح اليوم الأربعاء، هجوماً عنيفاً على نقاط لجيش النظام السوري، سبقه قصف تمهيدي عنيف بالمدفعية والصواريخ على البلدات والقرى القريبة من خطوط التماس”.. والتي ما تزال بقبضة النظام الأمنية والعسكرية والإدارية.
وفي غضون ذلك، شنت المعارضة المسلحة قصفاً صاروخياً على بلدتي نبل والزهراء وباتجاه بلدة قيتان الجيل، بريف حلب الغربي، على التوازي مع قصف عنيف على خطوط التماس في ريفي إدلب الجنوبي، وحماة الغربي.
وشهدت محاور القتال على جبهات سنحار، قيتان الجبل، الشيخ عقبل، الشيخ سليمان بريف حلب الغربي، معارك ضارية لا زالت مستمرة، دون تبدل في خارطة السيطرة حتى الآن، كما تخلل الهجوم، محاولات اختراق خطوط التماس عند منطقة الفوج 46.
وفور الهجوم بدأت مدفعية جيش النظام السوري قصفا مكثفا على محاور هجوم مسلحي “النصرة”، كما شنّ الطيران الحربي للنظام السوري والروسي المشترك، غارات مركزة على خطوط إمداد قوات المعارضة الخلفية ومرابض إطلاق نيرانها ومستودعات ذخيرة ومقار عسكرية تابعة لها.
وقال مصدر ميداني لوكالة “سبوتنيك”: “مسلحو مجموعات “العصائب الحمر” يقودون الهجوم على أكثر من محور بريفي حلب وإدلب، مؤكدًا أن “الرد الناري أسفر عن مقتل عشرات الإرهابيين”، مشيرًا إلى أن “القصف تركز على مرابض المدفعية ومخازن الأسلحة التابعة للـ”نصرة” في التلال المحيطة ببلدة دارة عزة بريف حلب الشمالي الغربي”.
كما طال القصف السوري محاور هجوم شنّه تنظيما “الحزب الإسلامي التركستاني” و”حراس الدين” (منظمات إرهابية محظورة في روسيا) على خطوط التماس في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على محاور السرمانية القرقور المشيك ودوير الأكراد بريف حماة الغربي وإدلب الجنوبي.
وفي الأثناء، لا زالت الاشتباكات متصاعدة على محاور القتال، فيما بدأ سلاح الجو بتكثيف ضرباته باتجاه تمركز المجموعات خلف خطوط التماس.
وتعد مجموعات “العصائب الحمر” الذراع الضاربة وقوات النخبة لدى تنظيم “جبهة النصرة”، ويتميز مسلحوها بوضع عصائب حمراء اللون (أشرطة حمراء) على رؤوسهم.
وتم تأسيس “العصائب” على يد أبو اليقظان المصري، حين كان “أميرا شرعيا للنصرة”، وتلقى تدريبات نوعية على أيدي خبراء جماعة “تكتيكات الملاحم”، التي أسسها الإرهابي أبو رفيق الأوزبكي، قبل أن تنتقل مقاليدها إلى أبو سلمان البيلاروسي، الذي قُتل عام 2017.
فيما يشتهر تنظيم “حراس الدين” بمقاتليه المتشددين، ويقوده “مجلس شورى” يغلب عليه المقاتلون الأردنيون ممن قاتلوا في أفغانستان والعراق والبوسنة والقوقاز، بينهم أبو جليبيب الأردني (طوباس)، وأبو خديجة الأردني، وأبو عبد الرحمن المكي، وسيف العدل وسامي العريدي.