آراء

اجعل من تكلفة احتلالك وابلاً على محتلك

بقلم: عبد الكريم محمد

ليس مهماً الصفة التي يحملها الاحتلال ومن أي بقعة جاء، المهم أن كل من يتجاهل حقك في الحياة، عليك أن تجعل من وجوده عبئاً عليه.. فقد يكون محتلك من أبناء جلدتك أو من الأقربين و الأبعدين، هذا ليس مهماً كثيراً.. 

فالشر وأهله ملة واحدة، والخير وأهله ملة واحدة، وأن أهل الخير مطالبين، رغم ضعفهم وقلتهم، مواجهة الشر أياً يكن هذا الشر.. خاصة وأنه -الشر- يحمل كل أنواع الموبقات والمروق.. هم جماعات ودول ومجتمعات مارقة، لا ترى في الحياة إلا مصالحها الضيقة ومنافعها على حساب آلام أهل الخير، بمعزل عن المواقف والشعارات، التي تعود على رفعها أهل الشر بذرائع واهية. 

وأن المطلوب من أهل الخير، أن يتعاملوا مع هؤلاء بذات الطريقة، ليس انطلاقاً من محاكاة الضحية للجلاد في سلوكه القذر، بل لإسقائه من سقم كأس المذلة، الذي تعود على تقديمه إلى من وقع عليهم الحيف رغماً عنهم.

دون ذلك سيبقى الشر صاحب السبق وصاحب المشروعية، انطلاقاً مما يمتلكه من فائض قوته على حساب الخير الضعيف الذي ينتظر الفرصة، وكأنما بات الخير يمثل خشائش الأرض.. متناسياً أن كل الأشياء العظيمة تكمن في قوة الحق، باعتبارها القاعدة الذهبية في صلب الأشياء، وما تبقى هو غثاء السيل لا أكثر..