آراء

إنها حرب المصطلحات.. المفتوحة على غاربيها!!

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
إذا كانت كل حملات النظام الطائفي القاتل المجرم و داعميه في البادية التي تشكل ما نسبته 40% من مساحة سورية، تحت مسمى تطهير البادية و محاربة داعش لا يعني أن ينساق بعض أدعياء الثورة ( بعلم مشكوك فيه او بجهل من لا يعرف عواقب ما يقول ) وراء استخدام مصطلح العدو..
الذي يريد فرض مصطلحاته كما يريد فرض هيمنته و سيطرته..

فهو منذ انطلاق الثورة لم يصف الثوار و الأحرار بالثورية، بل تدرجت مصطلحاته من المندسين للمسلحين الخارجين عن القانون للمخربين للإرهابيين للدعشنة، فكل من خرج منتفضا عن سلطته هو إرهابي، وهدف أساس له القضاء على الثوار و الأحرار الذين يدمغهم بالإرهاب، حتى رعاة الغنم في البوادي يقضي عليهم بذريعة الدعشنة والإرهاب.

فمنذ يومين قتل أربعة رعاة في بادية الرصافة، والذين لا هم لهم سوى البحث وراء الكلأ لتغذية أغنامهم، وربما كانت حياتهم التي قضى عليها مرهونة بذلك و لا علاقة لهم بسياسة و لا بأي توجه ثوري، بل قد لا يعرفون ما الذي تعنيه كلمة نظام او سياسة، فالسياسة بحسبهم تدبير أمور حياتهم والحفاظ على قطيعهم وتنميته، الذي أرتبطت حياتهم به و بنمط الحياة الذي فرضها عليهم ذلك، وهذه الحادثة الإجرامية لم تكن الوحيدة بل تكررت مئات المرات في مختلف أنحاء سورية من اللجاة و ريف درعا و بالكرك فيه و ريف دمشق و دير الزور و الرقة و غيرها ..

نعم لقد قالها بشار الأسد في كلمة له عندما قال بحرب المصطلحات ، و من المصطلحات القاتلة المجرمة وصف الثائر والحر بالمندس والمسلح والإرهابي وفي أشد المصطحات خطورة بالداعشي و الدعشنة، التي يريد من تلك المسميات و المصطلحات تأليب الرأي العام المحلي والعربي و الدولي ضد الثورة وكسبه لصالحه كونه مظلوماً يحارب الإرهاب و الإرهابيين و يجب على الجميع مساندته بحثاً شرعية زائفة، كما يدعيها باعتباره منتخباً من قبل الشعب وحائزاً على ما نسبته تفوق ٩٥% من مجموع الناخبين في التمثيلية المسرحية الهزيلة .

نعم هناك مصطلحات قاتلة لأي حراك او نشاط ثوري تضفي على ممارسها إذا ما حورت صفة الإرهاب، وهذا ما سعى إليه جاهداً من انطلاق الثورة التي لم يعترف بها بكونها ثورة منذ انطلاقها ضده في 2011/3/18 م.. و ما زال يصف أصحاب الحق في ديمومة المطالب الوطنية المحقة بالإرهاب.

و لكن المخزي و المعيب و القاتل إنسياق وسائل إعلامية و مواقع و صفحات تواصل اجتماعي تدعي الثورية، وتدعيها و تنساق بانسيابية تامة وراء مصطلحات و طروحات النظام الطائفي القاتل المجرم.. فكيف تفكرون وماذا تريدون من ذلك؟!!

كم أتمنى منكم مراجعة انفسكم و مواقفكم، فكل من خرج بالثورة هو إرهابي يجب القضاء عليه.. و كل المناطق المحررة الخارجة عن سيطرته برأيه هي مناطق يسيطر عليها الإرهاب و يجب إعادتها لسلطته و تخليصها من الإرهاب و الإرهابيين!!