أدب

إنها جمالية الصنعة وروعة المشهد

بقلم: عبد الكريم محمد

حتى الأشياء المترامية على جنبات الطرقات.. من هول العاصفة، تحمل جمالية الصنعة وروعة المشهد.. ويصبح لكل منظر عابث حكاية.. قد لا تتشابه مع غيرها.. رغم الشراكة في ركب صرير الراحلة، التي حطت أحمالها في الأصقاع دونما ترتيب.. أو سابق إنذار قد يشي بالإجابة عن السؤال المرّ، ماذا بعد؟!  

فلكل حكايته في الوصف.. تنفي وصف حكاية الآخر، الذي حُمل على جناح تلك العاصفة..

صحيح أن المركب الغاضب أو قل المتهالك، كان واحداً.. لكن لكل مسافر قصة، ممهورة ببصمة صاحبها.. فالفرح قد لا يتشابه مع فرحهم.. ولا الحزن يشبه أحزانهم.. ولا الحلم قد تربطه قشة واهنة مع أحلامهم..

الشيء الوحيد المتشابه هو ذاك الصرير الهائج، الذي حمل كل هؤلاء، وكأن سفينة طوفان نوح تبعث من جديد، لكن هذه المرة لقيطة ما بين بساط الريح ورياح صرصر.. التي وضعت الأغشية على العيون وأصمت الآذان، وأغلقت العقول.. وخدشت ما كانت قد صقلته ساعة التأمل في النفوس..

هكذا نحن لكل قصة.. ولكل عابر حكاية.