آراء

إنها المرحلة.. التي لا تؤكل مع اللحم ولا تباع مع الجلد

بقلم: عبد الكريم محمد

هكذا هي المراحل الانتقالية القلقة والمبهمة، حتى لكأننا نرى العالم بأنه يعيش بين ثنائية، المرحلة القائلة كما الشيء الذي لا يؤكل مع اللحم ولا يباع مع الجلد..

حتى الحيوانات الضالة تربأ بنفسها عن هذه الوليمة، غير المغرية وغير الجذابة على الإطلاق.. لدرجة تراها بالعين المجردة تعرض بأنفة متناهية على الإقدام عليها، أو حتى النظر لها باعتبارها وجبة قد تسد رمق الجوعى.

اليوم العالم يعيش مرحلة انتقالية واستثنائية، في ظل غياب الأهداف العظيمة والخلاقة، إيذانا باستقبال مرحلة جديدة، من شأنها أن تؤسس لحالة من الاستقرار والسلم العالميين.. خاصة في ظل غياب الشخصيات والقوى والأحزاب الوازنة في كل بلدان العالم بلا استثناء..

اليوم يعيش العالم من خلال الذكاء الاصطناعي الفاقد للمشروعية باعتباره قائداً، وبعض الشركات المهيمنة على كل شيء، التي لا ترى سوى الربح السريع، بعيداً عن أية نتائج كارثية قد تلحق بشعوب الأرض قاطبة.

المهم، لا بد من القول، أن العالم بكليته يجنح نحو القيم الهابطة والأهداف والمنافع اللاعقلانية، محكوماً بالشراهة والكسب غير الأخلاقي بلا عقلانية، وأن شريعة الغاب مسرعة تتقدم المشهد المظلم.. لتأكل الأخضر قبل اليابس، على ما يبدو.

بعضهم يقول هذه هي طبيعة الأشياء، وبعضهم الآخر يقول لا بد من توخي الحيطة والحذر، حتى لا يدخل العالم المتوحش دائرة حرب الفناء.. بينما يذهب طرف ثالث بالمطالبة بالعقلانية في كل الميادين، علنا ننتقل من هذه المرحلة بأقل التكاليف ما أمكن.

أما نحن بدورنا نقول، أن الرعب والخوف وحدهما القادران على كفئ هذا الجنون والتغول وفقدان الدليل، الذي يسعى لخراب روما، ويعيد للعالم ما أمكن حالة من التوازن حتى وإن كانت غير مرضية، أو قل الشكل الأمثل، التي باتت تحتاجه البشرية، بعد كل هذا العناء.