سياسة

إنها المؤامر.. ما تعجز عنه أمريكا باعتباره القذارة.. روسيا المستنقع الآسن لتلك القذارة

بقلم: إياد مصطفى

أخطر شيء على الإطلاق، أن تصدق الشعوب بعامة والشعب العربي على وجه الخصوص، أن ثمة خلاف بين روسيا وأمريكا، بل أن ما تربأ عنه الولايات المتحدة، لبقاء نصاعة صورتها، روسيا الطلاء القذر لهذه المرآة التي تظهر لنا الصور الناصعة..

هذه الروسيا لا تتوانى عن فعل أي شيء، خاصة بقيادة المخبر الذئب بوتين، فقد يرضى بالتآمر على كل من حوله، لأن تاريخه الشخصي يقول أنا ومن بعدي فليأتي الطوفان.. هذه المقولات يحتشد حولها كل حموع المخبرين على وجه الأرض، دونما تنسيق مسبق بينهم.. لأن مصلحة أأحدهم أهم من أية حسابات أخرى، أياً تكن المسميات والأوصاف.

ما يجري اليوم العالم يعرفه جيداً أنه الخسة والنذالة، المغلفة بالمؤامرة الرخيصة، على الأخ والصديق والقريب، قبل العدو البعيد.. مؤامرة على العالم أجمع، لمصلحة حفنة من الشركات، الغاز والبترول والغذاء والدواء، لتصل إلى رغيف الخبز، وما سيخلفه من مآس للعالم، ما أنزل الله بها من سلطان..

المهم لن ترحل أوروبا ولن تتراجع الصين ولن يفنى مليار وسبعمائة مليون مسلماً، ولن تتغير تضاريس الجغرافيا، وأن أي نجاح مرحلي لهؤلاء لن يدوم طويلاً، وسينقلب السحر على الساحر.. وأن تهديدات أمريكا في فضح فساد بوتن، وأنها مضطرة للوقوف مع حلفائها، مجرد كذبة وحسب.. بل إن تصريح وزير الدفاع الأمريكي بالقول أن الغزو الروسي “ليس حتمياً” يؤكد أن الأهداف من هذه اللعبة قد بدأت تأتي أوكلها.

وأن حدود اللعبة ستتوقف عند هذا الحد، بعد أن أكل الحلفاء الطعم كاملاً، رغماً عنهم.. وأن الخيارات بأوروبا الموحدة الصانعة لقوتها وأمنها واقتصادها بات خلف ظهرها، بل إن الحضن الدافئ وحده حلف شمال الأطلسي وحسب. قيل بالامثال ذات يوم “أن الدجاجة لا تستغني عن ذيلها.. أو ط”، وها هي تعود الدجاجة لتتوحد مع جسدها، مرة أخرى لتنتج واقعاً جيوستراتيجياً آخراً، قد يشابه مؤامرة يالطة، بإدخال بعض الريتوشات والمحسنات  البديعية هنا أو هناك.