بقلم: عبد الكريم محمد
لقد تعودت القوى المسيطرة، بكل مسمياتها وتصانيفها، أن تلوذ بكذبة عظمة الشعوب وصوابية أهدافها.. فلا البشرية عظيمة ولا الشعوب تمتلك من العظمة، حتى اسمها.
عبر التاريخ ومنذ التشكل الأول للمجتمعات البدئية أو البدائية، درجت الشعوب على غرائز الغابة وما تزال، فالقوي يأكل الضعيف، دون أدنى مسوغ، والناس والمجتمعات بمعزل عن تسميتها، مستمرة في إنجاب قتلتهم..
فالقيادات المجرمة بكل ألوانها، والعسكر والعسس والسراق والتجار والمرابين والزنادقة والقتلة،.. إلخ؛ كلهم من أبناء هذه المجتمعات والشعوب، لم يسقطوا من كواكب أخرى في غفلة من الزمن على هذه الأرض.
فالعيب كل العيب بالشعوب، أي بالبشرية جمعاء على هذه الأرض، وكل ما يجري من مذابح وأزمات وقتل ودمار، هي نتاج لقيم 7مليار و800 مليون إنسان، وليس نتاج لفئة وشريحة دون غيرها من البشر..
بل أن البشرية بمجملها، اصطفت ماضياً وحاضراً مع الشر وخلفه في مواجهة الخير، وأن الخير يظهر كومضات مريضة عاجزة واهنة في تاريخها، بينما الشر يتربع رئيساً وملكاً وتاجراً وعالماً على كرسي مملكتها..
وأن الشعارات بالتغني بأشباه الأنبياء كذبة كبرى، أكل عليها الدهر وشرب ليخلف تاريخاً من القتل والدسيسة والظلم.. عند كل هؤلاء البشر بلا استثناء.. عند كل أتباع الديانات السماوية والوضعية على حدّ سواء.
وستبقى أرحام هذه البشرية الملوثة والمسعورة والمأفونه، مستمرة بانتاج قتلتها، وكل شيء في داخلها يحمل ضده.. وأن الكذبة الكبرى والشعارات الرنانة بعظمة البشرية وعظمة الشعوب، مجرد سلاح للقتلة والمجرمين من أبنائها، لديمومة شرعنة سلوكها الجهنمي لا أكثر.