بقلم: عبد الكريم محمد
كنا صغاراً لكننا لم نكن نعي المقاصد الحقيقية من هذه المقولة، التي يعتبرها العالم كله بمعزل عن العقائد وتوعها أو اختلافها، أنها سنة واجبة، حتى لو كان الأمر بقتضي حرق الجثة ووضعها في قارورة..
اليوم يعيش النظام العالمي حالة موات وإن بدت الحركة الدبلوماسية رشقة أكثر من المعهود بكثير.. فلا نقل الحوار إلى الدوحة لجهة التوصل إلى حل للملف النووي الإيراني العالق، ولا تشكيل قفاز تحت مسمى “الناتو العربي” سيحل المشكلات الكبرى العالقة في المنطقة وغيرها..
وأن ما يجري على أرض الواقع ينذر بالكثير من الأزمات الحادة، التي باتت عصية على الحلول العاجزة المطروحة، والتي لا تتجاوز حقيقة التخدير الموضعي لحالة العضال المستشري في الجسد المريض.
بكلام آخر، أياً تكن الحلول التي ستتمخض عنها الجولات الدبلوماسية، ستبقى مجرد أضغاث أحلام عند البعض العاجز، الذي يسمى بالقيادة الدولية، وأن كل المؤشرات تدلل على الأسوأ، والذي يؤكد أن الحرب قادمة لا محالة..
أبعد من ذلك، أن الحرب بكليتها تؤكد على تطبيق السنن في التخلص من الجثة قبل تفسخها، وأن عالماً آخراً سيظهر للعلن بعد ولادة عسيرة ودامية، ستأخذ معها ملايين البشر، بل وستغيّر في الخرائط المرسومة.
وأنه كلما تباطئ العالم في تأخير لحد الجثة، كلما كانت النتائج أكثر إيلاماً، وكلما تعاظمت الفاتورة المستحقة الدفع.. المهم على العالم أن لا يتجاهل أن إكرام الميت دفنه.