وافقت لجنة التخطيط والبناء المركزية في القدس، على خطط لبناء 400 منزل استيطاني جديد داخل حي أبو ديس الفلسطيني الذي يمتد بين الضفة الغربية والقدس الشرقية.
ولفتت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إلى أنه تمت الموافقة على اقتراح لإنشاء حي جديد في أبو ديس، والذي يطلق عليه اسم “كيدمات تسيون”، على قطعة أرض كبيرة تقع بالقرب من الجدار الأمني في أبو ديس والتي تسعى الشخصيات المؤيدة للاستيطان في إسرائيل للسيطرة عليها منذ سنوات”.
وبحسب الصحيفة، فإنه يسكن في البلدة في الوقت الحالي حوالي 12 عائلة يهودية، تعيش في مبنيين سكنيين صغيرين اشتراهما المتبرع الأمريكي إيرفينغ موسكوفيتز، عبر منظمة “عطيرت كوهانيم” في أوائل عام 2004.
وقالت هذه المنظمة الأسبوع الفائت إن “تصاريح البناء لـ400 وحدة سكنية من شأنها تغيير خريطة الجزء الشرقي من المدينة. يقع الحي في موقع استراتيجي، ويمكنه تغيير صورته تدريجيا إلى صورة يهودية ومنع العرب من الاستيلاء على الأحياء الشرقية للمدينة”.
وأضافت في بيان أنه “تم بناء المؤسسات الفلسطينية في أبو ديس بهدف تحويل المدينة إلى عاصمة لفلسطين وبناء ممر إلى وسط القدس، وبالتالي تعزيز السيطرة على المدينة بأكملها”، معتبرة أن “أهمية إنشاء الحي وتنميته هي خلق درع للقدس ضد الطموحات الفلسطينية. الحي سيعطل التواصل الجغرافي للمنطقة ويحمينا من تقسيم المدينة”.
وقالت الصحيفة إنه “خلافا لبعض الجيوب الأخرى، حيث يوجد لليهود مطالبات تاريخية، تقع أبو ديس بعيدا عن الحدود البلدية الأساسية للقدس ولا تحمل أي أهمية خاصة لليهود..
لكن لدى المنطقة قيمة استراتيجية، حيث تتاخم شارعا رئيسيا يتم بناؤه على طول الحافة الشرقية للقدس، والذي سيربط المستوطنات الواقعة جنوب المدينة بتلك الموجودة في شمالها وشرقها.
وسيشمل ما يسمى بالطريق الأمريكية نفقا يمر تحت أبو ديس، والذي يبدو أنه سيمر بالمنطقة التي يتم فيها التخطيط لبناء الجيب اليهودي في أبو ديس”.
وأضافت الصحيفة أنه “بينما يعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، وتعتبر إسرائيل المدينة بأكملها عاصمتها الموحدة، فإن الجيب الجديد سيندمج في النسيج الحضري لأبو ديس، مما يقضي على أي فرصة لاعتبار المدينة موقعا مناسبا للعاصمة الفلسطينية”، وفق تعبيرها، مشيرة بهذا السياق إلى أنه “تم اقتراح أبو ديس كبديل، وتم ذكرها كاحتمال في خطة إدارة ترامب للسلام لعام 2020”.
من الجدير ذكره، أن معظم أراضي أبو ديس تقع خارج حدود القدس وداخل حدود المنطقة B في الضفة الغربية، حيث تتمتع السلطة الفلسطينية بسيطرة مدنية.
ويعيش في البلدة حوالي 15 ألف شخص، بمن فيهم قادة وأكاديميون فلسطينيون بارزون.
وتحوي البلدة جامعة وكلية إسلامية كبيرة، بالإضافة إلى مؤسسات حكومية فلسطينية، ويوجد فيها أيضا هيكل ضخم لمبنى مكتمل تقريبا كان من المقرر أن يصبح البرلمان الفلسطيني.
وأكدت الصحيفة أن كبار المسؤولين اليمينيين في بلدية القدس مقتنعون بأن الحكومة الحالية ستقدم الخطة بسرعة ولن تؤخرها رغم رد الفعل الدولي المتوقع.
المصدر: تايمز أوف إسرائيل