أدب

أياك واغتيال حلمك..

بقلم: عبد الكريم محمد

سألني صاحبي ذات يوم، كان البدر قد بدأ يتماهى مع إطلالة الفجر، ما هو الحلم يا صديقي؟ صديقي هذا يكبرني بسنوات، وتحصيله العلمي يحسب حسابه في معظم جامعات العالم ومراكز بحوثها..

ضحكت من المفاجئة وهول السؤال، لم أجب على سؤاله في البداية، لأني أخذت المسألة بأنها نوع من المداعبة والاختبار، لا أكثر.

أعاد السؤال مرة أخرى بجدية، لماذا لم تجبن على سؤالي؟!!

لحظتها عرفت أن صديقي يبحث عن الإجابة عند أضعف الخلق.. مباشرة تبادر لذهني القول:” حملك أنت هو أنت تماماً”، وقلت أتعرف يا صديقي، أني أرى الناس بحجم أحلامهم؟

صديقي تنفس الصعداء، وطلب مني أدل بما عندي، وبلا تردد.. لحظتها تبين لي أن السؤال ليس امتحاناً شخصياً لي ولا حباً بالمشافهة وحسب..

أكملت بكثير من اللغو والهرج، ولعلي ما زلت أحمل في الذاكرة الهشة، بعضاً مما قلت.. الحلم يا صديقي يولد معك، ويبقى يكبر وغالباً ما يتضخم، ليجتازك عمراً، أو يحولك إلى نرجسي لتماهي المجهول دون أن تدري.. توقف صديقي مندهشاً، هل تعتقد حقيقة بما تقول؟!

قلت له بل أؤمن بالمطلق ما أقول، فحلم الرضيع ملاقات ثدي أمه، وحلم الطفل لعبة متميزة قد يمتلكها وحده، دون غيره من أقرانه.. وحلم العاشق معشوقة تأتيه على جناح طائر من السماء، كما تزور حوريات السماء الملائكة.. وحلم الفارس فرساً مسرجاً، يمتطيه ليواجه به العاصفة.. وحلم الجائع يا صديقي لقمة عيش يسد بها رمقه..

لكن عليك أن تتذكر، أن لا أحد على وجه الأرض يعيش بلا حلم، وأن لحظة موت الحلم هي ذاتها لحظة موت صاحبه.

بل عليك أن تتذكر أكثر، أن أكبر الأعداء المفترضين، هم قتلة الأحلام.. حتى ولو كان الحلم جحر أفعى، من حق أي منا أن يدافع عن حلمه، حتى يقوى على العيش قدر ما يستطيع.