آراء

أياكم أن تصدقوا.. العالم يريد أنظمة ديكتاتورية في بلداننا

بقلم: عبد الكريم محمد

كثيراً من نرى ونشاهد ونسمع من الإعلام بكل أشكاله المقرفة والمقززة، أن الأمم المتحدة قالت وطالبت وأن أمريكا حذرت وهددت وروسيا والصين امتنعت.. وقس على ذلك من أخبار ممجوجة ومقززة، وكأن الزمن يعيد نفسه لحظة بلحظة.

أي كل الأخبار من عقود حتى هذه اللحظة هي ذاتها، بنفس الصياغة والمقدمات والشعارات والوعود الكاذبة، اللهم سوى التاريخ والوقت لا أكثر.

المهم بعيداً عن التفاصيل، يجب أن ندرك جميعاً، أن الدول العظمى وما يسمى بالدول الكبرى، لا يمكنها أن تتخذ خطوة واحدة لمصلحة شعوبنا، قد تتعارض مع مصالحها الآنية والاستراتيجية، فالنظم الحديثة في بلادنا من شأنها أن تقلل المنافع لذاك العالم المتغول، وأن العالم يجد بالدول الحديثة في بلادنا، أخطر من خوضه حرباً كونية.

خاصة وأن الدول الحديثة ستصبح دولاً قادرة على انتاج غذائها ودوائها وكل احتياجاتها، سوى بعض صناعات الهايتك، التي سيكون انتاجها محلياً مجرد وقت وحسب.

نقول للحالمين بغد ديموقراطي جميل، إياكم وتصديق الوعود، ليس من مصلحة أحد من هذه الدول، أن تنعم الدول العربية والإسلامية، ومعها كل الدول النامية على مساحة العالم، أن تصبح دولها دولاً متقدمة، لتحاكي النظم والقوانين والمؤسسات القائمة عند تلك الدول باعتبارها نموذجاً..

وأن ما يقال عن الحريات وحرية المرأة والطفل وحقوق الإنسان، ليست سوى كذبة، تطرح بين الفينة والأخرى في أروقة الأمم المتحدة، وبعض المؤتمرات والمنظمات الدولية، لكي تكون مدخلاً دائماً للتدخل بشؤون الدول توطئة لاستضعافها ونهبها، بكل ما تحمله الكلمة من معنى النهب.

وأن هذا العالم، يسهر على الدوام لاجتراح أساليب وأفكار تمكنه من وضع الخطط والبرامج، سعياً لإعادة انتاج النظم الديكتاتورية المجرمة في بلادنا، حتى لو كلفنا دفع كل ضرائب الذل والفقر والعوز، وأقله سفك دمائنا.

وأن الانقلابات ضد التجارب الديموقراطية الحديثة في مصر وليبيا وتونس ولبنان والعراق، والمذابح في سورية والصومال وأثيوبيا وأفريقيا، لم تأت عفو الخاطر بل هي مرسومة بدقة، لكي تبقى شعوبنا ومعنا الشعوب الآسيوية والأفريقية والأمريكية اللاتينة خارج الفعل الإنساني الواعد بغد أفضل.