دولي سياسة

أوكرانيا.. ساحة نموذجية لتصفية الحسابات بين أطراف الصراع الشيشاني

تحليل: إياد مصطفى
منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية، سرعان ما تحولت الأخيرة إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية بين العديد من الأطراف، وكان من بينها طرفا الصراع في الشيشان.

صحيح أن العنوان الأبرز يختزل في الصراع الروسي – الأوكراني باعتباره صراعاً إقليمياً، لكن الصفة الرئيسية للمعارك داخل أوكرانيا، تؤكد على صراع دولي محموم على النفوذ بين موسكو والغرب.

من جانبها، القوى المحلية وجدت الفرصة على طبق من قضة، لتحقيق ما عحزت عن تحقيقه في السابق، وهو بالضبط ما ينطبق على الوضع الشيشاني، الذي ما يزال قايعاً على فوهة بركان، لم يهدأ أواره رغم السنوات الطويلة بعد.

هذا ما دفع الرئيس الشيشاني ومنذ الوهلة الأولى للحرب إلى الإعلان عن نشر قواته في أوكرانيا استجابة لطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وتوعد الأوكرانيين بالاستيلاء على كييف في حالة لم يستجيبوا لمطالبه.

ووهو بالضبط ما دفع الشيشان لتشكّل وحدة قتالية، بهدف اغتيال الضباط والمسؤولين الأوكرانيين، ووفقا لمصادر صحفية، أشارت إلى أن الروس زودوا المقاتلين الشيشانيين بصور ومعلومات عن كبار الضباط الأوكرانيين الذين ترغب موسكو في تصفيتهم.

وكانت الحكومة الأوكرانية قد قالت إنها قضت على وحدة خاصة من المقاتلين الشيشان وصلت للعاصمة كييف، بهدف اغتيال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي.

المهم بالأمر ان المعارك الشيشانية، التي اندلعت بين عامي 2014 و2015 في شرقي أوكرانيا، بعد ضم روسيا للقرم، حيث انضم الكثير من الشيشانيين المعارضين إلى مساندة أوكرانيا في حربها ضد الانفصاليين.

تعود مجدداً بالتزامن مع اندلاع الحرب الحالية، بل أن ما أعلنه أحمد زكاييف، قائد الحكومة الشيشانية الانفصالية في المنفى، عزمه تشكيل مفارز تطوعية من الشيشانيين الذين يعيشون في الخارج للقتال إلى جانب الحكومة الأوكرانية، لمواجهة الهجوم الروسي الجديد.. سيأخذ المعارك إلى أبعد مدياتها، وقد تصل نيرانها إلى الأرض الشيشانية مرة أخرى.