
توعدت جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) اليمنية، بمقابلة أي تحرك بري معادٍ لها بقيادة الولايات المتحدة في اليمن بـ “جحيم”، معتبرة الغارات الجوية التي تنفذها واشنطن ضدها للأسبوع الخامس تواليًا لن توقف هجمات الجماعة التي تقول إنها مساندة لقطاع غزة عبر استهداف إسرائيل ومنع السفن المرتبطة بها من الملاحة في البحر الأحمر.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى المشكل من “أنصار الله” محمد علي الحوثي، عبر “إكس”: “خيارات العدو في اليمن فاشلة، فلا القصف والعدوان الأمريكي سيحقق إيقاف الإسناد لغزة”، في إشارة إلى هجمات الجماعة ضد إسرائيل وسفنها في البحر الأحمر.
وأضاف: “ولا أي تحرك عسكري بري يحقق النجاح، بل سيقابل بجحيم وبأس الصادقين”، معتبرًا أن “تجريب المجرب [يقصد عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الجماعة] فشل، والنتيجة الحتمية هي النصر”.
وختم القيادي في “أنصار الله” بالقول: “على أمريكا أن تعلم أن استمرار عدوانها، استمرار لتآكل الردع واستنزاف تخسر معهما أي معركة قادمة”.
ويوم الأربعاء الماضي، كشفت “أنصار الله” عن ارتفاع ضحايا الغارات الأمريكية المستمرة على مناطق سيطرة الجماعة، منذ منتصف آذار/مارس الماضي، إلى 107 قتلى مدنيين و223 جريحًا، قالت إن “جلهم أطفال ونساء”.
وكان زعيم “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، قد أعلن في 16 آذار/مارس الماضي، توسيع قرار حظر عبور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، ليشمل الأمريكية، ردًا على قصف جوي مكثف شنته أمريكا على صنعاء و7 محافظات تسيطر عليها الجماعة، أسفر عن مقتل 53 شخصًا من بينهم 5 أطفال وامرأتان، وإصابة 98 آخرين بينهم 18 طفلًا وامرأة، حسب وزارة الصحة في حكومة الجماعة.
وجاء التصعيد العسكري بعد إعلان جماعة “أنصار الله”، في 12 آذار/مارس الماضي، دخول قرارها استئناف حظر مرور السفن الإسرائيلية عبر البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، حيز التنفيذ، مهددة باتخاذ خطوات تصعيدية أخرى ردًا على استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وانقضاء مهلة حددتها الجماعة لتل أبيب بـ 4 أيام لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات إلى القطاع.
وفي 16 كانون الثاني/يناير الماضي، كشفت “أنصار الله”، عن تنفيذها هجمات على إسرائيل والسفن المرتبطة بها وبأمريكا وبريطانيا بـ 1255 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وفرط صوتي وطائرة مسيرة، منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، والتي تبررها الجماعة بأنها إسناد للفصائل الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وبين الحين والآخر تؤكد جماعة “أنصار الله” أنها جزء من محور المقاومة الذي يضم إيران وسوريا و”حزب الله” اللبناني والفصائل الفلسطينية، مبدية استعدادها للمشاركة في القتال إلى جانبها.
وتسيطر جماعة “أنصار الله” منذ أيلول/سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.