آراء

أمريكا العدو رقم واحد للفلسطينيين.. دون ذلك هراء

بقلم: إياد مصطفى

كثيرة هي المقولات، التي تتداولها وسائل إعلام الدول خاصة الخليجية، التي تشكل صنواً للتجمع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين.. والتي تقول بأن أمريكا تريد فرض الحلول الناجزة خاصة قضية فلسطين.. 

الحقيقة أن أمريكا خاضعة لمفاهيم دينية متطرفة إن كان لجهة المسيحية الصهيونية، المعبر عنها بالكنيسة المعمدانية وشهود يهوه والكنائس اللوثرية أو بالكنيس الصهيوني، الذي يلتقي مع كل الخطابات الدينية العفنة التي تصدرها الكنائس الأصولية المسيحية..

هذه الكنائس تجد في احتلال فلسطين وتهويد القدس وهدم المقدسات الاسلامية ضالتها، لجمع يهود العالم في أورشليم لهداية اليهود بالعودة إلى المسيحية، وقتل كل من يتخلف والتهيئة لنزول المسيح على الأرض لبناء الألفية السعيدة.. 

هذه الترهات اللاهوتية المتطرفة العنصرية، يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني دماء أطفاله منذ مئات السنين وليس من العام1948، أي  بعد مجازر نابليون وقواته على يافا ليتقدم صوب ما يمكن اعتباره وقتذاك عاصمة فلسطين، ومركز السياسة والقوة العسكرية فيها مدينة عكَّا حتى بلغها في مارس/آذار 1799م، فحاصرها، وكان الجزار باشا وقواته مرابطين فيها، مستعدين بالمؤن والعتاد لنابليون وجيوشه. 

لم تهدأ القوات الفرنسية طوال ستين يوما حاولت خلاها هدم سور المدينة الحصين أو مخامرة القوات العثمانية والعربية الحامية لأسوار وأبراج المدينة. وقد تتبع المؤرخون ردة فعل أهل فلسطين إزاء محاولات نابليون تحييدهم وإبعادهم عن المقاومة العثمانية، وهي محاولات باءت بفشل ذريع. 

لكن بعيداً عن التفاصيل، وهي مهمة جداً، أن إرادة الشعب الفلسطيني لا يمكن وأدها أو حتى هزيمتها، ولن يخضع ولا يمكن أن يخضع لمقولات وترهات دهرية أياً تكن وأياً يكن مصدرها.. 

وأن قضية فلسطين هي قضية وطنية وإنسانية بامتياز وليست قضية خاضعة لترهات هذا الدين أو ذاك.. أو قاعدة لتمرير المصالح الاستعمارية المحمومة في منطقة الشرق الأوسط، لهذا الطرف الدولي أو ذاك.

بل أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه أن يخضع للتصنيفات العرقية فهو رأس السامية ولا يمكنه أن يخضع للمقولات الديني المنبعثة من دوافع استعمارية، فالديانات التبشيرية جاءت للبشرية جمعاء لتطال كل أرجاء المعمورة وشعوبها.. ولم تختص بمكان أو عرق أو جماعة بعينها.. والأيام القادمة كفيلة بإفشال كل هذه الخطابات والترهات، التي لا تغني ولا تسمن من جوع.