آراء

أمتان لم يشهد التاريخ لهما مثيلاً بالدياثة والنذالة!

بقلم: عبير شهابي

فعلاً امتلأت الصدور إلى ياريها قرفاً بمقولة الأمتين العربية والإسلامية.. فلم نجد عبر التاريخ مثيلاً لهؤلاء بالدياثة والنذالة والسقوط.. فلا شعوباً فيها تستحق الحياة ولا نظماً تستحق الاحترام ولا مراجعاً دينية وعلمية تستحق التقدير..

تباً لمثل هذه الأمة التي عادت طواعية إلى أسفل السافلين، هذه الأمة التي ترضى أن تحكم من قطاع الطرق وشذاذ الآفاق، لتختلف فيما بينها عن أحقية علي أو معاوية بسلطة تافهة لم يقرها نبيها، وشلومو الذي قتل كل الأنبياء يعيث بالأرض فساداً.. 

وتباً لمثل هؤلاء الذين يحتكرون الدنيا والآخرة، وهم أحقر وأنذل أمة ترضى الفضيحة لحرائرها والقتل لأطفالها لتسجل الانتصارات التاريخية الكاذبة، لهذا المنحط وذاك المأفون الباحث عن الغنى والصولجان والسمعة الموهومة..

اليوم وبالأمس وقبل الأمس كانت غزة والقدس والضفة وفلسطين، أدوات اختبار هكذا شعوب مارقة وأمم كاذبة، اليوم تعود غزة وحدها لتصبح أداة القياس الوحيدة بأطفالها ونسائها وشيوخها، لتضع الإنسانية بقضها وقضيضها، أمام كل الاختبارات.. 

لا وصف يمكنه أن يفي المشهد الدامي لأطفال ونساء وشيوخ غزة، لا شيء يمكنه أن يرمم كرامة البشرية المطعونة بمدية صدئة مثلّمة، لا شيء يمكنه أن يصدق أن قوة الشر بين الأمم قد غابت عن المشهد لحظة، حتى بظل الأنبياء والمرسلين والنذراء والمبشرين.

فالتاريخ المشرق كذبة لذاك المأفون وبعض من حاشية الديوث والمفتي وداره المفعمة بالزندقة، والموت دائما كان سيفاً مسلطاً على رقاب الأبرياء، وما نزال الموعودين بالجنة بعد الألم.