آراء

أكثر الناس عاراً وخزياً.. هم اللاجئون

بقلم: عبير شهابي

غريب أمر هؤلاء، رغم حجم المآساة التي عاشوها وما يزالون يعيشون لوعة الغربة والتشرد والضياع، يمارسون التقية في مواقفهم، بل ينقلون خوفهم وذلهم وعارهم إلى المنافي البعيدة.. هرباً من كلمة حق في وجه سلطان جائر..

بعضهم يلوذ بكذبة الخوف من انتقام الحاكم المجرم من ذويهم، والبعض الآخر يرى بالتغيير مصيبة رغم أنه يعيش في أكبر الديموقراطيات وأعرقها.. بينما الغالبية العظمى، رغم كبر سنهم، يحلم بالعودة إلى الديار ليبني قصراً ومزرعة، وتجارة على كومة الخراب..

هؤلاء المجاميع من البشر لا يستحقون الاحترام، بل هم أسوأ من النظم القائمة على جماجم أبنائهم وبقايا ركام مدنهم وقراهم.. وكأن كل هذا القهر لا يكفيهم، أو بالأحرى لا يعنيهم.. وهمل ملتزمون بوصيا السيد جحى “حلت عن ظهري بسيطة”..

والغريب أكثر أنك عندما تلتقي أحدهم صدفة، سرعان ما يضع انكساره وخيبات أمله على الخارج أياً يكن هذا الخارج، لتفاجئ أن كل ذويه قتلة ومجرمون، بل قد تكون المفاجئة الأكبر، عندما تعرف أن من التقيته كان يعمل قاتلاً مأجوراً، وبعد أن أفلس جاء إلى الغرب ليتلقى المساعدات من مؤسسات اللجوء، ويستمر في عمله كمخبر حقير، لمن أعاث في الأرض فساداً وتقتيلاً..