بقلم: عبد الكريم محمد
اللهم نتمنى خراب البلدان وانهيار البنيان وسيادة الجوع والأمراض والموت الزؤام لكل الدول التي لا تبحث عن إقامة العدل في بلدانها.. والشعوب التي لا تدافع عن حقها في الحياة.
ثمة من يقف ويقول احتجاجاً.. وما علاقة الشعوب بالدول؟!
الشعوب العظيمة هي التي تنتج نخباً اجماعية عظيمة صنوها، في كافة الميادين العلمية والتربوية والثقافية، بل والفكرية.. وحتى لجهة الابدع في الفن والتمثيل والغناء والثقافة.. حتى تصل لمربط الفرس في إقامة صرح العدل وبناء النظم الديموقراطية التعددية..
أما الشعوب الهابطة التافهة لا تنجب إلا نظماً قذرة مجرمة مبنية على مقولة “لحق حالك”، نظم لا تعرف العدل ولا الرحمة، تستخدم القوانين البراقة لذبح القلة القليلة لمصلحة غثاء السيل التافه المنحط..
تماما كما هو الحال في واقعنا العربي.. حتى من يسمون بأرباب الشعائر الدينية مجر جرذان سمينة تنمو على مزابل الأنظمة، وهمُ هؤلاء الأول والأخير كتابة التقارير، والتنافس فيما بينهم عند أقبية المخابرات المجرمة، باعتبارها الحكم والحاكم في آن معاً.. ليتسلم مسجداً يقنات منه كالجرذ.. لا أكثر.
الأنكى من ذلك تخرج عليك الطبقات الرثة في المجتمع، لتقدم لك وجهة نظرها في إقامة دولة الإسلام ودولة الخلافة ورؤيتها في طبيعة وشكل هذه الدول، وكأنك خرجت من دائرة العلم لتدخل غياهب كابوس الحلم.. وما عليك إلا أن تجاريهم بما قال عنه العامة يوماً فقه وعقيدة، والفقه والعقيدة، براء مما يقولون..
المهم علينا أن لا نحلم بيوم مشرق قريباً.. لأن بالشعوب أولاً وأخيراً.. هي أقل بما لا يقاس مما نحلم به.. وهي كما يقال: “أعمالكم عُمّالكم؛ كما تكونوا يولى عليكم” إلى أن ظفرنا بهذا المعنى في القرآن قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً} [ الأنعام: ١٢٩ ] ليكون فصل الكلام..