عربي قضايا اجتماعية

أسمع كلامك يعجبني أشوف أفعالك أتعجب!! الأسد: أهم ما يميز الشعب السوري هو تجانسه في كل واحد

تعليق: إياد مصطفى
بعيداً عن المواقف المسبقة، بل وبعيداً عن الأحقاد وشلالات الدم المهدور وملايين المهجرين واللاجئين ومئات الآلاف من المعتقلين.. وحوالي مليون ونصف المليون قتيل من الشعب في سورية.

ما يزال النظام في سورية وفي مقدمتهم بشار الأسد، يقوى على ممارسة طرح الشعارات الكاذبة والممجوجة، والتي أصبحت مكشوفة لكل شعوب الأرض..

اليوم يثير الأسد الغبار الذي يحمل رائحة الموت الطائفي الميت، ليقول أن أهم ما يميز الشعب السوري هو تجانسه في كل واحد رغم اختلاف الأعراق والأديان.. وكأن القضية برمتها تتلخص في إكذب ما استطعت، علك تصدق الكذب ليصبح حقيقة، وما على الرعية إلا التصفيق لك على قدرتك في تسويق الكذبة الكبرى المسماة وحدة الشعب..

الأنكى من كل هذا وخلال استقبال الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان راعي الكنيسة الأرمنية في بيت كيليكيا الكبير والوفد المرافق له، أثار الأسد مرة أخرى كذبة التجانس بوقاحة بقوله: “لا يعني الذوبان، وإنما الحفاظ على جميع عناصر الهوية لكل مكون من مكونات السوريين بما يقوي انتماءهم وارتباطهم بهذه الأرض التي يوجدون عليها من آلاف السنين”.

والكذبة الأكبر هي السونفونية لكاذبة والمشروخة، ما نقلته الرئاسة المسماة سورية عن أعضاء الوفد أن “الحرب التي تتعرض لها سوريا سواء عبر الإرهاب أو الحصار الاقتصادي تهدف إلى كسر النموذج الفريد الذي تشكله بجميع مكوّناتها وأطيافها، ودفع هذه المكونات إلى الهجرة وترك موطنها الأصلي”.

وأضاف الوفد أن “السوريين الأرمن سيبقون متمسكين ببلدهم ويعملون بكل طاقتهم مع بقية السوريين من أجل تجاوز آثار هذه الحرب”.

ليس هنا بيت القصيد، القصة تكمن في مثل هذه الزيارات المسيسة، التي تفترض أنها قد تخفف من عزلة هذا النظام، دون أن يسأل هؤلاء من الذي هجر المسيحيين أو ساهم بتهجيرهم من سورية، على مدار الخمسين عاماً ليجعل منهم أقلية ضامرة، من خلال أهداف طائفية محضة، ليقول أن اتباع الديانية النصيرية هم في المرتبة الثانية في التركيبة الديموغرافية السورية..

ناهيك عن الكذب في احصائيات السكان التي جعلت من مليون ونصف مليونان وسبعمائة ألف نصيري.. ليصبح بعد ذلك المسيحيين عينة مخبرية في التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية السورية، من بعدها يخرج عليك جيش من المنافقين، بشعار حماية الأقليات من قبل الأسد ونظامه.

على كل لا يوجد شيء غريب على هؤلاء الحفنة من القتلة المارقين، وأن الأيام باتت على جنبات لحظة فارقة وكما يقال باتت تقترب من خواتيمها، على الرغم من ذلك لا بد من الرسالة المثل، التي تقول:” أسمع كلامك يعجبني أشوف أفعالك أتعجب”.