كانت إسرائيل تروج لدباباتها ومدرعاتها الحديثة على أنها من بين أفضل المركبات القتالية في العالم، قبل بداية حرب غزة في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكن مع بداية الحرب تمكنت كتائب “القسام” من وضع قواعد جديدة للحرب البرية، وغيرت نظرة العالم للسلاح الإسرائيلي.
فعلى مدى نحو 9 أشهر، يتابع الخبراء العسكريون ما تعلن عن كتائب “القسام” والفصائل الفلسطينية الأخرى، بشأن تدمير مدرعات أو دبابات إسرائيلية بقذائف وصواريخ خارقة للدروع، بعضها أعلنت أنها تصنعه محليا وأخرى حصلت عليها من الخارج بطريقة أو بأخرى.
ومن بين تلك الأسلحة الخارقة للدروع التي ظهرت بيد الفصائل المسلحة الفلسطينية في قطاع غزة قواذف “آر بي جي-7″ و”الياسين-105” وصواريخ “كورنيت” الروسية و”السهم الأحمر” الصينية.
“آر بي جي-7”
يمكن وصف “آر بي جي-7” بأنه أفضل قاذف صاروخي في العالم فيما يتعلق بالقدرة التدميرية والتكلفة معا، فبينما تكون تكلفة الصواريخ المضادة للدروع عالية، فإن القاذف الصاروخي الروسي (السوفييتي) يمكنه تنفيذ ذات المهام بتكلفة أقل مع قدرة على تدمير جميع أنواع الدبابات والمركبات المدرعة الخفيفة والثقيلة، إضافة إلى التحصينات ومواقع المشاة.
ومن المميزات الأخرى لـ “آر بي جي – 7” أنه مصمم لاستخدام أنواع مختلفة من القذائف الصاروخية، التي تسمح للمقاتل أن يختار بينها وفقا لطبيعة المهام القتالية التي سيقوم بتنفيذها والبيئة المحيطة بمسرح العمليات، ويستخدم قذائف عيار 40 ملم بمدى يصل لـ700 متر ووزن يقدر بنحو 7 كيلوغرامات تقريبا.
“الياسين – 105”
تعلن الفصائل الفلسطينية من حين إلى آخر تدمير دبابات ومدرعات إسرائيلية مشاركة في العمليات البرية في غزة باستخدام قذائف خارقة للدروع تحمل اسم “الياسين – 105″، وحققت خسائر محققة في صفوف الجيش الإسرائيلي رغم أنها ليست إلا قذيفة محلية الصنع طورتها فصائل المقاومة الفلسطينية داخل الأنفاق.
وتكمن سرة قوة قذائف الياسين في عاملين، أولهما كونها قذيفة ترادفية أي مكونة من رأسين حربيين متتاليين، بينما العامل الثاني يرتبط بتكتيكات استخدامها، التي تعتمد على مقاتلين يمتلكون الشجاعة الكافية لاستخدامها ضد الدبابات الإسرائيلية من مسافات قريبة جدا.
ويتراوح مدى قذائف “الياسين – 105” بين 150 إلى 250 مترا، وتشير تقارير إلى أن سرعتها تصل إلى 300 متر في الثانية، وهي سرعة عالية جعلت مصنعيها يزودونها بزعانف ذيل يتم فردها تلقائيا بعد الإطلاق لمنح القذيفة مسارا مستقرا نحو الهدف.
كورنيت
يمكن للمقاتل استخدام صواريخ كورنيت، كما يمكن استخدامها على متن مركبات، ويمكنها تدمير جميع أنواع الدبابات الحالية التي تستخدمها جيوش العالم حتى تلك المزودة بدروع تفاعلية، ويشمل ذلك الدبابات والمدرعات والمروحيات، إضافة إلى تدمير الحصون العسكرية.
ولفت الموقع إلى أن ويمكن استخدام صواريخ كورنيت الروسية في جميع الظروف، حتى في ظروف التشويش الإلكتروني ما يجعلها من أخطر الصواريخ الموجهة المضادة للدروع في العالم.
وتتميز أنظمة “كورنيت إي” بسهولة نقلها من مكان إلى آخر داخل حقيبة خاصة ما يجعلها مناسبة لجميع المهام القتالية حتى تلك التي تتعلق بالقوات الخاصة.
وتستخدم صواريخ كورنيت نظام التوجيه يعمل بالليزر بمدى الإطلاق نهارا من 100 متر إلى 5.5 كلم وليلا من 100 متر إلى 4.5 كلم، ويمكنها تدمير الدروع التفاعلية ومعدل اختراق في الدروع الفولاذية يصل إلى 120 سم.
يصل قطر الصاروخ لـ152 ملم وهو مزود برأس حربي ترادفي شديد الانفجار خارق للدروع.
ويصل وزن القاذف بالصاروخ إلى 30 كغم تقريبا، إضافة إلى وزن نظام التوجيه الحراري 8.7 كغم، ويمكن استخدامه على مركبات أو بواسطة مقاتلين أفراد.
السهم الأحمر
صاروخ محمول على الكتف يستخدمه الجنود في مواجهة الدبابات في المناطق المفتوحة وفي حرب المدن على السواء، ووزنه لا يتجاوز 22 كيلوغراما ويمكنه إصابة الهدف على بعد يصل إلى 4 كيلومترات.
هذا الصاروخ مزود برأس حربي شديد الانفجار يمكنه اختراق دروع يصل سمكها إلى 110 سم.
ويوجد عدة نسخ من “السهم الأحمر” منها “السهم الأحمر – 12” الذي يشبه صواريخ “جافلين” الأمريكية، وتطوره الصين وتصدره لعدة دول حول العالم.
ما هي القذائف الترادفية؟
تمتلك القذائف الترادفية قوة تدميرية هائلة تمكنها من تدمير أي مركبة عسكرية أيا كان تدريعها حتى تلك التي تمتلك دروعا تفاعلية، فبينما يقوم الرأس الحربي الأمامي بتدمير الدرع التفاعلي وصنع فتحة داخل الدرع الفولاذي، فإن الرأس الحربي الثاني يقوم باستكمال عملية الاختراق إلى داخل الدبابة أو المدرعة وتفجيرها من الداخل.
وتستخدم تقنيات الرؤوس الحربية الترادفية في العديد من القذائف الصاروخية المضادة للدروع، ومنها نسخة مطورة من القذائف التي يستخدمها القاذف الصاروخي “آر بي جي – 7”.