دولي

أجمل شيء بالعالم الروس.. لأنهم يثيرون الضحك والسخرية في النفوس

 تعلق: إياد مصطفى
 
ولعل ما اضحكني حقيقة، ما صرح به نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، اليوم الاثنين، أن روسيا لن تستعجل برفع حركة “طالبان” (المحظورة في روسيا)، من على قائمة الإرهاب، ولن تعترف بالسلطات الأفغانية الجديدة.

وكأن ثمة أفغاني واحد يرى بروسيا دولة صديقة، أو بحاجة ماسة لإقامة أفضل العلاقات معها.. أو أن ثمة من لا ينام الليل من الأفغان، بتركيز روسيا على الخطوات العملية للسلطات الأفغانية الجديدة والقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة..

وقد زاد بالطنبور نغماً، تصريح قبل يومين للممثل الخاص للرئيس الروسي لأفغانستان، كابولوف، قال إنه لم تتحقق بعد شروط رفع “طالبان” من قوائم العقوبات.

النصيحة كانت بجمل واليوم أصبحت مجرد فقاعات هوائية تنشر عبر الأثير، القوى المهزمة لا يحق لها أن تتناسى ما لحق به من مرّ الهزائم، والأدب بات مطلوباً بالعلاقات الدولة، كما هو مطلوب دبلوماسياً واجتماعياً..

والمطلوب من رفاقنا الروس قليلاً من العقلانية، بل قليلاً من أدب المعشر، أنتم تدركون جيداً، أن عهد الكبار قد ولى منذ زمن بعيد، وأن الفأر يهدم قصراً.. فكروا ببناء علاقات متوازنة، مع محيطكم حتى لا يفوتكم القطار، وتصبحون كمن ينتظر على قارعة الطريق لا أكثر..
 
بل أن أهل مكة أدرى بشعابها، كما تدعون معرفتكم لشعابكم.. لن يقوى بعد الآن فرد أو دولة أو وسيلة إعلام قلب الحقائق، لا من مقولة الاسلامفوبيا ولا الإرهاب ولا غيرها.

فروسيا قتلت من الشعوب الروسية ومن الشعب الأفغاني، ما يجعلها دولة مجرمة بنظر الجميع، خارجة عن شرعة حقوق الإنسان وكل القوانين الانسانية الدولية التي تتعلق بذات الشأن..

دعكم من الترهات، انتم من انهزم من أفغان بالأمس، وتفكك اتحادكم السوفيتي العظيم، لتعودوا إلى ما يسمى بالاتحاد الروسي، والرحيل الأمريكي لم ينته بعد حتى هذه الساعة من مطار كابول، ليترك خلفه ترسانة يحارب بها الأفغان عشرات السنوات.

المهم لا خيار سوى بالتفكير بعلاقات متوازنة، وبحسن الجوار وتبادل المنافع، دون ذلك هراء بهراء، لن يجلب لكم نفعاً، ولن تقوى دولة على دخول أفغانستان من دون إرادة شعبها..

وإذا ما روادت نفس أية دولة أو سولت لها نفسها، دخول افغانستان عنوة، فستلقى ذات المصير لا محالة.. والقضية لا تتعلق بطالبان او بالحزب الإسلامي أو غيره، القضية جلها تتعلق بالكرامة الوطنية، وقبل ذلك الكرامة الإنسانية.

خاصة وأن السوق العالمية باتت مكشوفة جيداً، وسلعتكم أصبحت كاسدة في سوق النخاسة بعد الربيع العربي، وانقلابكم على شرعية صناديق الاقتراع في البلاد العربية والاسلامية، أظهر عدم مصداقيتكم وكرهكم لكل شعوب الأرض، بمعزل عن معتقداتها وقيمها.