بقلم: عبد الكريم محمد
في كل عام يطالعك العرافون بسيل جارف من التوقعات؛ كلهم يجمعون على أن السنة القادمة سنة الحب والعشق والوئام.. ليبدأ الخلاف بعد ذلك فيما بينهم على الأبراج، وما سيحل بأصحابها، أبراج ستحتل القلاع الموصدة، وأخرى ستقتحم القلوب المغلقة بلا استئذان أو سابق إنذار.. بينما الأبراج الأخرى ستقتلع بيل غيتس وغيره من أثرياء العالم، ليحل محلهم مواليد ذاك البرج السعيد.. حتى ولو كانوا بلا عمل أو متسولون..
الأدهى عندما يتحدثون في المتغيرات الدولية والاجتماعية والاقتصادية، ومن سيموت من قادة الدول ومن سيحل محلهم.. الكل يجمع على أن الرؤساء الأكبر سناً ينتظرهم الموت لا محالة.. لكن هؤلاء يتجرؤون على رؤساء الغرب، ويصفون حالاتهم الصحية ببعض من التفاصيل، وفي مقدمتهم الرئيس بايد بطبيعة الحال.. وإذا ما سألت أحدهم عن جيفة عربية، سرعان ما يتذكر الله، الذي كان يشغل مكانه الشاغر على الأرض قبل ثوان، ليبدأ له بالدعاء والامنيات السعيدة!!
على كل حال، العام المنصرم، كان وبالاً، والعام القادم سيكون أكثر من الوبال، وأن المكتوب مقروء من عنوانة.. وكذبة القادم أجمل لأصحاب أبراج زاخروس وطوروس والألب والهملايا، لن ينالهم أكثر مما هم عليه.. أما فينوس وغيره الذي سيلتقي مع القمر، لن يجد له مكاناً لافتتاح ماخور للدعارة، لأن الأرض امتلأت بمواخير الساسة والقادة وأصحاب رؤوس المال والأعمال..
وأما ما يتعلق بالأمراض فالمسألة حدث ولا حرج، فقد قالت أكبر عرافة في هذا العالم «بابا فانغا» عن العام 2021، التي توفيت عام ١٩٩٦ عن ٨٥ عاما، أن العالم سيكتشف في عام ٢٠٢١ علاجا للسرطان، حيث قالت: «سيأتي اليوم الذي يربط فيه السرطان بسلاسل حديدية».
ليزداد السرطان شراسة، ومعه العم كورونا وأوميكرون والقادم أعظم، بطبيعة الحال.
على كلٍ نحن بحاجة لبعض من التسلية وتقطيع الوقت والأمنيات، ومثلنا يتعلق بحبال الهواء، لأننا ولدنا في برك آسنة، كانت تسمى يوماً أوطاناً، واليوم تحولت لمقابر بلا شواهد.