
بقلم: عبد الكريم محمد
لا تنتظر الفجر على وجع، كرهاً أو مخافة من العتمة.. ولا يغرك أن الفجر واعد، قد يجلب معه كعك العيد الذي طال انتظارة، ولم يأت بعد..
لا تغرك الابتسامة ولا اللحظات الضاحكة كثيراً.. حتى لاتبكيك اللحظات العابرة من صميم القلب وجعاً، أيها الحالم ما حييت..
أترك الرتابة لعبث الوقت المنفلت من عقاله جنوناً، ولا تبحث عن الأسى، عندما يميل بك الزمن خلسة، دونما مقدمات أو سابق إنذار قد يلامسك صدفة.. كما النسيم على غير موعد.
ولا تنس بأنه لم يعد عندك ما تخافه، من شماتة العزول وضاربة الودع وقارئة الفنجان.. بل أصبر على عثرات الزمان، يا صاح، وإن طالت.. واتركها على غيها للوقت وقوة الأشياء، تصنع منها ما تشاء..
ابحث عن الريحان والرياحين، واترك عذارى الزنابق على زهو عذريتها عفة.. وخذ ما شئت من عطرها عبقاً.. وكحل رمد عينيك بذاك المحيا.. واترك للندى سهو الجفون..
وللنحل والفراشات بقايا قهوتك، التي ما تزال تنتظر في حضرة البيت العتيق.. شوقاً من بقايا انتظار ورهط من ذكريات.