آراء

هل خلقت ورقة التوت لغطاء العورة أصلاً؟

بقلم: عبد الكريم محمد

كثيرة هي الأقاويل والمصطلحات.. التي تتناقلها الأجيال على مدار الأزمنة، خاصة تلك المتعلقة بالعفة وورقة التوت المسكينة.. التي أنزلت من الأعالي لتصبح وزرة يُغطي بها البشر بشاعتهم.. وليختف على جنبات هول الجريمة حرير السابرية ليلة الفرح.. وتصبح دودة القز بلا هوية.. تهيم على وجهها بين أشواك الغربة وصقيع اللجوء.

ورقة التوت لم تخلق لتغطي الكشح، أو لتصبح مظلة تمارس خلفها كل الموبقات.. هذه الورقة الرطبة وجدت لتحمي العابرين من القيظ وتعطيهم دونما سؤال، عسلها المختبيء بحبيبات التوت.. تعطيهم دونما تسأل أحداً منهم، عن أصل أو نسب أودين أو عرق.. وجدت لتعطي من أجل العطاء غير المشروط..

كفى بأصحاب شعار ورقة التوت، إسداء النصائح مع توجيه الإهانات لورقة التوت، فورقة التوت لم تعد تحتمل عفونة الأنصاف السفلى لهم، وتركها حيث هي في الأعالي، فكثير من الناس يجدون في الحرير ستراً.. وكثيراً من الناس يجدون في التوت مذاقاً حلواً.. يحمل معه الدواء لكل داء..

لا وقت لخطابات العفة.. لا وقت لصناعة الحرام والحلال، كيفما اتفقت مع المصالح.. مصالح أصحاب الخطابات الرخيصة الباحثة عن مكان، غير شرعي، تحت الشمس.. ليس من حقكم توزيع صكوك الغفران.. ولستم أنتم من يعطي شهادات البراءة من الموبقات ويوزع شهادات الشرف على مومسات الأرض.. بعد أفتقدتم لكل المعاني والقيم.. وأصبحتم حراساً لمواخير الدعارة النتنة..