آراء

كل شيء قد تغيّر

بقلم: عبد الكريم محمد
عندما نعيش باللامكان مع تلك اللحظات المارقة، غير المحسوبة بدقة، تزامناً مع غفوة عقارب الساعة، المعلقة كحارس يقظ على ذاك الجدار المتعب هرماً.. لا بد من الاعتراف بكل وضوح، بعيداً عن لطف المعشر والدبلوماسية الناعمة أو الكاذبة..

كل شيء قد تغيّر، وأن الحركة قد فضت بكارة السكون الموهومة بشعارات العفة والوطنية الزائفة..

اليوم تنهار مقولة حكم الأقليات في منطقتنا العربية وبلدان العالم الثالث، ليدخل اليانكي وحلفائه أزمة ديمومة السيطرة على مقدرات الشعوب.. اليوم بكل جدية بدأت الشعوب تدفع ضريبة التغيير المنشود دماً..

اليوم أيضاً، بدأنا ندرك أن ما قاله المتآمرون في مؤتمر يالطا على سواحل البحر الأسود من 4 إلى 11 فبراير عام 1945 بزعامة الروسي ستالين وبريطانيا بزعامة تشرتشل والولايات المتحدة بزعامة روزفلت.

بل وبدأنا ندرك أن الاتهامات التي رسمت كسياسة ثابتة باتهام الخصوم وتقسيم بلدانهم، ولّت إلى غير رجعة، فلا النازية ولا الإرهاب الإسلامي الموهوم، ولا تقسيم البلدان والعواصم والشعوب ستعود مرة أخرى؛ كسلاح أو استراتيجيات استعمارية، انطلاقاً من حب الهيمنة أو منطق الربح والخسارة.

المهم اليوم انهار مفهوم حكم الأقلية للأكثرية، بل انتهى الحلم المجوف القائل بمنع المسلمين من ملء فراغهم، ليملأ الفراغ كائتاً من يكون غيرهم.. هذا الوهم قد ولى، وستكون الانهيارات للأقليات الدينية والمذهبية والجهوية مدوية دامية..

وستبقى تتصاعد الصراعات حتى يعود العالم من جديد إلى طبيعة الأشياء، التي تقوم على احترام الآخر بمعزل عن ذاك الآخر والقوة التي يمتلكها.. وأن نتذكر أن قوة الكمون ستبقى قوة الله في خلقه، أي ستبقى سنة الخلق ما بقيت الحياة.