آراء

عن أي انتصارات تتحدثون؟!!

بقلم: عبد الكريم محمد

عندما تصل الصراعات حدّ الفناء.. لا بد أن نتوقف ولو قليلاً عند تخوم الشعارات، نتوقف عند بعض المفاهيم ومعانيها.. وما تحمله بين ظهرانيها من فلسفات وقيم ذرائعية.. 

عندما يصبح لكل شيء معنى وقيمة، باستثناء ذاك البيدق المدمى من أعلى رأسه حتى أسفل قدميه.. عندما نخلف ألاف الأرامل والثكالى والأيتام، لتصبح البيوت والعروش خاوية، تنام على ذكريات البيادق.. وما تركته في مهب الريح.. 

لحظتها، لا معنى للطائفة أو القبيلة أو العائلة في نظر المكلومين.. ولا مكان في نفوسهم لمعنى الوطن بعد أن أصبح كل ما حولهم يباباً.. بيادر من قش وبعض من حكايات بطولية كاذبة جوفاء.. نمني النفس بكذبة جوالة تخترق النفوس قبل العقول، لتسجل لأمراء الطوائف حاصدي الجوائز، على أنها انتصارات للأقلية على الأغلبية، أو العكس لايهم.

بل ليسجل لهم على أنهم أبطال المرحلة، الذين رسموا للمستقبل الزاهر، المحمل بكل ما خلفه هؤلاء الحمقى، من ويلات وآلام لا يمكن للزمن أن يتجاهلها.. وأنها ستسجل لهم بأحرف من قذارة على صحائف مخزية، يندى لها الجبين..

لحظتها سيتساوى السماحة والنيافة والإمام والقائد والسيد والجلالة والسمو، بنظر هذا الرهط الكلوم، باعتبارهم قتلة موهومين ومأجورين.. ولن يعد للشعار مكاناً مقدساً، بعد أن استخدمت قدسية الأدمي بلا حساب.

ليبرز السؤال الأكثر أهمية بعدما ذهبت السكرة وعادة الفكرة، محملة بجراح الأمس وفيض من الألم.. عن أي انتصارات تتحدثون؟!!