بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
اليوم يتجسد المثل الشعبي المتداول بين أهلنا في حوران: (عشرة مغازل تغزل و الصيت لأم جعامة).. معذرة في استهلال حديثي بذكر هذا المثل، الذي ينطبق تماما على النظام الطائفي القاتل المجرم و أجهزته الأمنية.. و الذي يعني بأن من قام بغزل كمية الصوف الكبيرة و بجودة عالية كان نتاج عشرة نساء معدلات نشيطات.. وعند الحديث عمن أنجز العمل يقال فلانة وهي رفلة وكسولة ومهملة، للدرجة يصل بها العجز عن مسح أنفها من المخاط المزز السائل من أنفها.
هذا ما حدث في قضية اختطاف الطفل فواز قطيفان، الذي خطف منذ أكثر من ثلاثة أشهر، و جميع الدلائل والقرائن تشير بأن الخاطفين على علاقة وثيقة مع الأجهزة الأمنية و ميليشيا حزب الله اللبناني، و منها طلب تسليم الفدية و مقدارها نصف مليار ليرة سورية في منطقة ما في الضاحية الجنوبية البيروتية، حيث معقل و ثقل الحزب الإرهابي حزب المخدرات والتحشيش والقتل والإجرام.
كانت قيمة الفدية كبيرة جدا على أهل الطفل و بعد إرسال فيديو تعذيب الطفل تفجرت قضية الطفل و أصبحت فضية رأي عام و فجرت عواطف الناس و حركت الدماء حتى لدى من لم يتفاعل بكل الحرائق و المجازر و المقتلة السورية على يد النظام الطائفي القاتل المجرم، لذا بدأ الناس يرون بأن الحل هو التسليم لرغبة و شروط الخاطفين في دفع الفدية..
وبعد أفلاسهم و معرفتهم بأن أجهزة النظام لن تقوم بدورها في تحرير الطفل وهي التي وجدت للقتل والإجرام.. فهناك عشرات حالات الاختطاف للأطفال والكبار.. هذه الأجهزة لا تقوم بأي دور سوى كونها شاهد لا مبالي لما يحدث، وتعالج حالة الخطف وفق سلم الفدية.. تستلم المخطوف وعند اطلاق سراح المخطوف تعمل الأجهزة الأمنية على خطف الأضواء لتجيرها لنفسها باعتبارها هي من يسهر على أمن الوطن والمواطن.
وفي قضية اختطاف الطفل فواز قطيفان تداعت عائلة قطيفان لجمع التبرعات من أبنائها لإنقاذ ابنهم فواز، و هي عائلة حورانية كبيرة و عريقة و مشهود لغالبية أبنائها بالنخوة و الحمية والفزعة و أول شهيدين بالثورة كان أحدهما من هذه العائلة، و عندما تم جمع و توفير الفدية سلمتها لعصابة الخطف في الضاحية الجنوبية و بعد ثلاثة أيام من تسلمها الفدية تركته أمام احد الصيدليات في نوى، و نوى من أكبر مدن المحافظة.. عندما سمعت الأجهزة الأمنية بذلك حضرت للبهرجة و خطف الأضواء و نسب الفضل لها كونها بذلت الدور الأكبر في تحرير الطفل و ضغطت على اهل الطفل لشكرها و شكر من دمر و خرب و هجر الشعب السوري و جلب كل حثالات الأرض لإخماد ثورته، و منها ميليشيا حزب الله اللبناني، حيث سلمت الفدية ربما في مربعة الأمني .
الحمد لله على سلامة طفلنا فواز قطيفان ونتمنى اطلاق كل المختطفين ، و نطلب من النظام الطائفي القاتل المجرم اطلاق سراح كل الاطفال المعتقلين في سجونه و معتقلاته و الذي يتجاوز عددهم اكثر من ٣٦٥٠ طفل بريء شوهوا طفولتهم و دمروا حياتهم و حياة أهاليهم.
أكرر لا فضل للنظام الطائفي القاتل المجرم في تحرير الطفل فواز قطيفان، بل من حرره دفع الفدية والخضوع لشروط الخاطفين.. وكانت العملية وفق سلّم و أنتظر لنطلقه. و يرجح غالبية الناس في حوران، بأن عمليات الخطف هذه و غيرها تتم برعاية الأجهزة الأمنية و قادة الميليشيات المرتبطة بها.