بقلم: إياد مصطفى
لم يعد متسعاً من الوقت والتحمل، ليعيش العالم غوييماً كما يقال عنه من قبل الدوائر الأصولية العميقة، التي تحاول التحكم بالعقل البشري الضحل، والمتحكمة أصلاً في صيرورة السياسات التي تمرر على شعوب الأرض، عبر فزاعات وأشكال وهمية تدعي لنفسها على أنها القيادات الملهمة لهذه الشعوب..
اليوم وبعيداً عن القيادات الملهمة الكرتونية، والأشكال القميئة النافذة في ما يسمى زوراً بأسواق المال والأعمال، ومعها القيادات الهزيلة المتمثلة بالدمى على مسرح السياسة العالمي، تكتشف بأنها أصبحت عارية بلا ورقة توت قد تغطي عورتها، تعبر عن هزلية المشهد المخزي.. لتسقط في الامتحان الصعب والخطير..
لم يعد خافياً أن ثمة فئات قليلة هم من يسهرون على صناعة الموت، عبر جيوش من العلماء الموهومين، لقاء حفنة من الدولارات وعبر مؤسسات وهمية كاذبة، تمسمى “مراكزاً للأبحاث” بحفنة من الدولارات غير معروفة المصدر.
بل ويصنعون الصورة البراقة ويشيعون صناعة الكذب المدفوعة بأفكار دهرية، أقلها حرب أجاوج وماجوج المزعومة.. لبشرون بحروب هرمجدون، التي ستغطي فيها الدماء شكائم الخيل..
كل ذلك لتبقى حفنة من البنوك لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، تتحكم بمصائر الشعوب قاطبة، ولتجعل للرغيف وكيلوا القمح والطحين سوقاً للبورصة والأوراق النقدية، أو قل سوقاً لحليب الأطفال وأدوية خافضات الحرارة وغيرها.. ناهيك عن كذبة السيارات الكهربائية وغيرها من أسواق السلع التي لم تعد آخاذة إلا عند الرعاع من شعوب الأرض.
لم تعد كل هذه القضايا سراً حتى كذبة الحروب المصنعة على الإرهاب، وكذبة حرب بوتين – زيلنسكي، والمواقف الكاذبة المصنعة في كل دول العالم، لم تعد تنطلي على الشعوب، وستنتهي الوصائية الصارمة والتحكم بمصائر الشعوب، لأن المرحلة وصلت إلى حالة لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل..
وأن الفضائح تتوالى تباعاً، وكذبة أسواق المال والعملات الصعبة وما يقابلها من العملات المحلية، أصبحت هي الأخرى اللعبة القذرة، فالخسة والفجلة وضمة البقدونس والبيضة، لا تحتاج إلى كل هذه الأسواق..
قد يبدو للبعض أن هذا الكلام مجرد أمنيات وحسب، أو بعض من أضغاث أحلام ليس إلا، لكننا بدورنا نقول، أن العالم دخل طور التغير، وستتحول أكداس الأوراق النقدية بكل ما تحمله من صفات وأسماء، سيعاد تصنيعها إلى مواد أخرى غير الذي صنعت من أجله.. وليس عجباً إذا ما استخدمت بعد تحويلها حفاضات للأطفال وكبار السن.. واستخدامات أخرى مشابهة لذلك.