كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الأربعاء، أن “حزب الله” قرر إعلان التعبة ضد أمريكا.. ليأت هذا التوتير متزامناً مع تحضيراته لخوض الانتخابات البرلمانية اللبنانية.
ونقلاً عن مصادر سياسية خاصة أفادت أن “لبنان شهد مرحلةً جديدة من المواجهة السياسية بين “حزب الله” والولايات المتحدة الأمريكية، ليست محصورة في موقف واشنطن من تهديد مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا للمحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وإنما في الاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات النيابية في ربيع 2022، التي يراهن عليها المجتمع الدولي على أنها محطة لإعادة إنتاج السلطة السياسية، وإلا لماذا أغفل رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين، في هجومه على الإدارة الأمريكية، تمرير أي إشارة تستهدف موقفها من انفجار المرفأ؟”.
وأضافت المصادر “في المقابل، شن عضو كتلة الحزب النائب حسن فضل الله، أعنف هجوم على واشنطن على خلفية تدخلها في التحقيقات الجارية في انفجار المرفأ، من دون أن يتطرّق إلى موقف باريس في هذا الخصوص، الذي جاء على لسان الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، وكأنه لا يريد الدخول في سجال معها ويحفظ لها أنها تميز بين الجناح المدني والآخر العسكري في الحزب، بخلاف معظم الدول الأوروبية”.
ولفت إلى أن “الحزب بموقف رئيس مجلسه التنفيذي، قرر الانضمام مجددًا إلى الصراع السياسي الدائر في المنطقة بين الولايات المتحدة وطهران، في محاولة لتجميع أكبر عدد من الأوراق اللبنانية لوضعها بتصرف حليفه الإيراني، مع زيادة الشروط لاستئناف المفاوضات النووية في فيينا، بدءًا بمبادرة واشنطن لإعادة النظر في عقوباتها المفروضة على إيران”.
وأكد أن “صفي الدين أراد أن يستبق تزخيم التحضيرات لخوض الانتخابات النيابية، بمبادرته إلى هز العصا لواشنطن، بذريعة أنها تتدخّل بدعمها المالي والمعنوي لمجموعات في المجتمع المدني من جهة، وإشرافها على توحيد صفوف قوى المعارضة للطبقة السياسية الحالية، وصولا لخوضها الانتخابات على لوائح موحدة” من جهة ثانية.
ورأى أن “التحذيرات التي أطلقها صفي الدين مستهدفا الأميركيين، ما هي إلا نسخة عن الاتهامات التي سبق للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن وجهها لواشنطن، بعد انطلاق انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، وكانت وراء استقالة حكومة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري”.