بقلم: عبد الكريم محمد
بلا مقدمات ومن باب المعايدة، رسم لي أحدهم سيناريو سورية على عجل من أمره، حتى ظننت أنه هو من سينفذ هذا السيناريو خلال موعد ليس بالبعيد..
صاحبي هذا ليس عربياً، لكنه يتكلم العربية بطلاقة، ويحاسب كل من يدعي المعرفة بالكتابة على الشدة وتنوين الكسر والضم، وعلى الجار والمجرور..
قال بالحرف، للعلم ما زلت أمتلك ذاكرة متقدة على الرغم من انشدادي دائماً للماضي، لقد اتخذ القرار وكل يعرف مهماته جيداً، وأن حزمة هائلة من الاجتماعات الموسعة والثنائية، بل والترتيبات اللوجستية.. قد إنجزت.. لكن هذه المرة كانت على عجل وأوار نار ملتهبة..
الغريب لم يكن من مقدمات للحديث، لكن لا يسعني إلا ممارسة طبعي العجول واللحوح، وكيف ومن هم هؤلاء؟!
أول رد منه بطريقة السؤال، أتعلم لماذا افصحت أمريكا على ميزانية الأسد بأنها لا تصل لأكثر من مليار ونصف؟
ضحكت قلت له لا.. لا أعلم؟!
قال لأن باقي الأموال الطائلة والتي كانت محاطة بالسرية المصرفية، ستنفق على السيناريو القادم.. بالإضافة إلى صرف جزء منها للبنى التحتية..
قطعت عليه الطريق، يعني ما زلتم مصرون بأن تمارسوا نفس الطريقة إياها، من دهنو سقيلوا؟
مباشرة، اجابني اتركك من هذا الأمر، لأنه يدخل في صلب إدارة الأزمة لا أكثر، وأنت الذي تردد على الدوام الدول ليست جمعيات خيرية، وإن امتلكت أو أعلنت عن مئات بل آلاف المنظمات غير الحكومية..
المهم بالأمر، ستقوم إسرائيل بدعم لوجستي كامل وتنسيق فائق، لتوجيه ضربة عسكرية لبقايا النظام في سورية، علماً أننا ندرك، أن الميت لا يستأهل العزاء، لكن الحيطة والحذر واجبان على الدوام، وعليك أن تفترض أن عدوك يمتلك قدرات قد تخفى عليك معرفتها..
بعدها ستتقدم قطعات من المدرعات والمشاة لتقسيم الجنوب السوري كاملاً وصولاً إلى دمشق، وسيغيب النظام السوري، كما غاب نظام صدام حسين، وتصبح منطقة طلوع الثنايا ومفرق بغداد تحت السيطرة، من خلال إنزال سيفاجئ العالم والروس الذين يتوعدون..
في هذه اللحظة بالذات سيدخل الجيش التركي بقرار أممي أو أطلسي إذا ما تعذر اتخاذ القرار الأممي، ليحافظ على الأمن والاستقرار في حلب وحماة وحمص وباقي المحافظات الشرقية، تحاشيا لاندلاع حرب أهلية واسعة النطاق، من شأنها أن تخرج عن السيطرة.. وستدخل قوات عربية، تماماً كما كانت قوات الردع العربية في لبنان، لكن هذه المرة في سورية..
وسيتم الإعلان عن تشكيل حكومة مؤقتة، يكون عمودها الفقري من قوى المعارضة، وجيشها هو الجيش السوري الحر المتواجد في إدلب مع بعض الضباط الذين لا يزالون صالحين للخدمة.. وهم كثر.
بهذه الحالة يمكننا أن نطوي تاريخاً دموياً في سورية، لنعيد الأمن والاستقرار لربوعها، بل ونعيد العمل سريعاً لإعادتها إلى دورها في المنظات الإقليمية والدولية.. بالتزامن مع إعادة بناء ما دمرته الحرب.. والذي يطلق عليها تسمية إعادة الإعمار.. وستكون سورية خالية تماماً من الوجود الإيراني والعصابات التي تعيث بها خراباً.. وسيرحل الروس رغم عنهم، مثلما رحلوا ذات يوم من أفغانستان..
وثمة أشياء قيلت، لن أنشرها على أقل تقدير لفترة قادمة من الزمن، وإذا ما كشفت بصيرورة الحدث، ستصبح لا قيمة لها أو لنشرها، لأن الوقائع تتحدث عن نفسها، أكثر منا جميعاً.
المهم على الناس أن تدرك، بأن ناقل الكفر ليس بكافر.. وما كتب ليس من بناة أفكارنا على الإطلاق.