بقلم: عبد الكريم محمد
في البداية تحولت من النمر الهائج إلى ذاك القط الأليف.. بأنهم بريئون من كل هذه الأعمال البربرية المشينة.. بل إنهم لا يجنحون لمثل هكذا سيناريوهات مطلقاً، خاصة وأنها تجلب الخراب والدماء، وتلحق الأذى بالأبرياء، دونما سبب قد اقنرفوه..
لو لم أعرفها لقلت أن مبشراً أو نذيراً، قد ظهر في هذا العالم القذر القائم على عقلية المؤامرة والدسيسة والخبث، الباحث عن الربح أياً يكن في أية طريقة كانت..
أجبتها متسائلاً، كفي عن التباكي سيدتي، ما الخطب من وراء ذلك؟ وما هي النهايات برأيكم، هل بتم ترون أن ايقاد النار بالقش ذي الطبيعة الواحدة سيوصلكم إلى ما تخططون؟!
حاولت التهرب من الإجابة متذرعة، بعدم فهمها للمقاصد التي اتحدث بها، وحاولت أخذ الحديث بعيداً عن كل التساؤلات، ووضعت كل القضية، بأن بوتين مجنون ويحاول تقليد هتلر، وينتظر أن نتساوق معه وشركائنا بحرب قد لا تبقي ولا تذر..
أعدت السؤال ثانية وبتركيز، ما الذي تريدونه من هذه الحرب؟!
بكل وضوح وعنجهية، لا تفكروا أننا عاجزون عن خلق ما يسمونهم بالأفلام “الأخوة الأعداء”، نحن من يصنع التاريخ، ونعمل لملء الفراغ دوماً.. مثلنا لا يتنازل عن كرسيه في قيادة العالم، وشركاؤنا يعلمون هذه الحقائق جيداً.. ولا نترك الحياة على هذه الأرض تسير نحو المجهول.
وأحيانا لا نرى الربح والخسارة فقط في جني المال، بل في تجديد دورنا، الذي يعتبر أولاً وأخيراً هو رأسمال هذه اليابسة، بما فيها.
ولكلٍ ثمنه بكل تأكيد؟!!
لا شيء بلا ثمن، والكون لا يبنى على الحسنات وزيارات الأضرحة والأماني، هذا الكون تبنيه العقول الحالمة بالغد الواعد، من خلال استثمارها للسواعد الجاهزة على المقايضة.. وليس المحاصصة كما يظن الكثيرون خاصة مدعي المعرفة..
قريباً يا صديقي، سنصل إلى النهايات، وسنبلسم الجراح للكثير من المفجوعين والمنكوبين ما أمكننا ذلك، وسنعيد الأمور إلى نصابها، بعد أن قلمنا أظافر العابثين بغير هدى، فأصوات الأظافر على الأسطح الصقيلة تزعجنا كثيراً..
ختمت الحديث معها، بالقول:” من حق الرئيس الأوكراني أن يرفع الصوت عالياً، ليقول يا وحدنا”.. تذكري أيتها العصفور، إذا ما انتشجرت أسراب الجراد، ستأكل الأخضر قبل اليابس، وستتصحر الأرض من هول الانتقام.