أدب

حنين برائحة الحزن الدفين

بقلم: حسن فياض

في الحنين إلى الأمس البعيد الذي يشحن الذاكرة رغم المنغصات، استحضر ملامح زمن قديم جميل يعود إلى ماقبل اشتقاقات طيف الألوان. في زمن الأبيض والأسود، بعد وصول الكهرباء إلى مخيمنا النائي في أول أتصال بصري لنا مع شاشة التلفزيون وبرامجه المقُدمة، بعد اقتناءه افردنا له ركنا وحيزا داخل بيوتنا الطينية بخيار وحيد لما يبثه من برامج محلية.

جُل البث أخذتهُ برامج الطليعة، الشبيبة، حماة الديار عليكم سلام، الديار التي أضحت مكبات نفاية، خردة، زنازين، مقابر حواجز وطوابير.

أبو صبحي وجد ضالته المنشودة بما يُعرض على هذه الشاشة من مسلسلات بدوية رغم افسادهم شغفه ومتابعته لها بكثرة الفواصل الاعلانية، التي تصدرتها دعاية علكة سهام والتي بدورها عَلقِت بشعرنا، بناطيلنا، واقمصتنا، يليها دعاية لبوية الأحذية( الجسر) ويتبعها فيما بعد باقي أفراد السلالة ( كوالا بتلمع لحالا ) و(بوفالو)..

وعلى ما يبدو أنهم يتبعون لشركة إنتاج واحدة مختصة بافساد احذيتنا ثيابنا، اثاثنا، فكرنا وحياتنا لكن والحق يقال: كانوا يغرقونا بعدها بدعايات المنظفات الصابون، والمبيضات مبيض أوريس، وهامول. . حصتي من البرامج كانت طفيفة جدآ.

ماقبل الختام ونهاية الإرسال كان هناك برنامج إسمه غدآ نلتقي، يُستهل بصورة لنوارس البحر وهي محلقة، وبفقرات قصيرة سريعة ومتنوعة تتضمن طرفة، شعر بصوت جمال الجش على ما أُخمن ، وأغنية.

و أنا أنتظره مغالبا النعاس أسمع مقدمة البرامج تقول: إلى هنا نصل وإياكم إلى نهاية الإرسال وختام برامجنا لهذه الليلة، تصبحون على خير . يبدو أن حبل الكذب قديم وطويل!!