آراء

حتى العصابة لها أخلاقياتها التي تعتد بها

بقلم: عبد الكريم محمد

ثمة من يتهم على الدوام سلوك وقيم وأخلاقيات العصابات، لكن لنا أن نقول حتى العصابة، أياً تكن، لها أخلاقياتها التي تعتد بها، ولو كان ذلك الأمر مبعثه تحسين الصورة لجلب المريدين الجدد، الذين يرفدونها بدماء حارة بعض الشيء..

أما نحن مما يؤسف فقد افتقدنا منذ زمن بعيد لمثل هذه الأخلاقيات، وتوسدنا رمل الذكريات، نرسم صوراً وهمية لما نعتقده أنها القيم والأخلاقيات..

لكن بعيداً عن ما تيسّر للخيال من بناء صور وهمية في الذاكرة المتقدة بعض الشيء، يمكننا الادعاء بلا تردد القول، أن ما يجري في عالمنا العربي، تندى له جبين أكبر عصابة مارقة على هذه الأرض..

فالعصابة المارقة لا تميت العجزة من أعضائها جوعاً، ولا تبتز ضعفائها في أعراضهم وأهليهم، ولا تشهر قوتها بوجه منتسبيها ليلاً ونهاراً وعلى مدار الساعة.

بل العصابة لا تعتبر ما تعطية لأفرادها منحة من قائدها، بل هو حق لا بد من أن يكسبه الفرد، لقاء جهده وعرقه ومغامراته، التي قد تودي بحياته في أية عملية سطو هنا أو هناك..

بينما نحن مازلنا من أول التاريخ حتى هذه اللحظة التي نعيش، نأخذ حقنا من قوت يومنا منحة ومنّة، والثناء على الدوام حاضراً بالتبريك والتسبيح والدعاء، وإن كان لا يهم كثيراً، لولي النعمة باني البلاد ومحيي العباد، المدافع عن الثغور رغم جبنه ورعددته، وقلة شرفه..

على كل لا يصلح العطار ما أفسد الدهر، وإن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما في أنفسهم.. وأن ولي الأمر أو خليفة الله على أرضه، سيبقى أسداً خائراً من وهم أو ما يزيد، على أولئك الجبناء الذين ارتضوا حياة الذل والإذعان..

لقاء لقمة عيشهم، التي ينتجونها ليسبحوا بعد وصولها لخزائن ولي الأمر ليباركها، بعد أن دخلت في ملكه، ليعطيهم فتاتها باسم خراج أمواله، بحمد ذاك المأفون، التي سمته أقدار الأنذال قائداً وولياً.