آراء قضايا اجتماعية

بلهجة إبن البلد.. روسيا محراك الشر

بقلم: الدكتور أحمد الحمادي.. الباحث والأكاديمي السوري

كما عودنا الدكتور أحمد بلهجة إبن البلد.. بلهجتنا الحورانية المحمولة على كفي الصدق والعزيمة، أن روسيا بتساوي فينا مثل ما كان يفعل ذاك المختار :


كان مختار أحد القرى ( رحمة الله عليه ) ، و هو من أكبر عائلة فيها ، عندما تحدث الهوشة و يعلق رمي الجمش و تشتغل العصي و القناوي و تصادم القبضات و تحرك العضلات و بالطبع يكون حاضر منذ بدايتها فهو المخطط لها و مثيرها ، يتنحى جانبا و يتخذ دور المصلح من بعيد لبعيد.. عندما يرى بان جماعته غلبت يصيح بالطرف الآخر و يجير عليهم بأن كفى ، فيصدق هؤلاء ، و عندما تكون الغلبة لجماعته أيضا يصيح عليهم مجيرا ( جيرة الله )..

لكنه بالمقابل يلوح بيده مؤشرا لهم و يعطيهم الأمر بالمتابعة، أي و كانه يقول لهم بلسانه جيرة الله عليهم ، فيظهر هو و كأنه حيادي و موان على الطرفين كونه المختار و بالحقيقة هو من يقود المعركة و يتابعها بكل شاردة و واردة ، و بعد قتال دامي يعود المتهاوشون ٱلى ديارهم يروون لزوجاتهم بطولاتهم في الهوشة بينما هن يضمدن جراحهم و يعصبن رؤوسهم المطروحه .

أما المختارو حاشيته فيذهب ليسهر في قرية مجاورة مع رؤوساء العائلة الأخرى ليتفاوضوا على كيفية حل هذه المشكلة و ليتفقوا على توليد مشكلة جديدة تدر عليهم اغداق بعض المال من رعاياهم الأحباب .

عمي روسيا أظهرت تمثيلية تغيير مفاوضها أسد الله إلى لعنة الله، لكي تستقطع الوقت و تتيح المجال رحبا أمام القوى الميليشياوية المهاجمة لكي تكسح درعا البلد ، و عندما رأت بأنها كسحت على أبواب الجدران النارية لدرعا البلد و في كل حوران تحركت لعلها تحقق بالتفاوض ما لم يتحقق بالنار .

روسيا لا تعرف التفاوض و هي همجية و مجرمة، أكثر من النظام القاتل المجرم فهو تلميذها القذر ، عودوا لمجزرة مسرح غروزني وستعرفون الدرس، فمن اجل عدة مسلحين لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين احتجزوا من في مسرح غروزني لتحقيق بعض المطالب البسيطة ، فما كان من الروس إلا التعامل معهم بالسلاح الكيماوي مما ادى لمقتل الرهائن و محتجزينهم جميعا و كان العدد بالمئات ، و ليبرروا فعلتهم قالوا بأننا ألقينا غاز منوم و لكنهم تأثروا بآثاره الجانبية .

لو أرادت روسيا الحل السلمي لتحركت منذ بداية استهداف درعا و حصارها و لأمرت النظام بتنفيذ ما تريد، و لكنها تريد كل هذا و كانت تريد سحق درعا البلد، و هي الضامنة و الطرف الرئيس في إتفاق ٢٠١٨ م و لو أرادت المحافظة عليه من الخرق لفرضت ذلك على النظام و هي المقدرة و المتحكمة به.

و كذلك فعلت عند محاولة اقتحام طفس و الريف الغربي، وعندما فشل النظام وتكبد الخسائر الفادحة تحركت روسيا لإنقاذ النظام القاتل المجرم بعد فشله الذريع و انكساره في محيط طفس و في مختلف مناطق حوران، التي فزعت لنجدة طفس و التخفيف عنها، ولذلك لا نستطيع عن نطلق على الروس تسمية مفاوضين حياديين، بل هم مفاوضون لصالح النظام يلعبون دور الإطفائي لإطفاء الحرائق التي تلتهم قواته .

و البقية عندكم أهلنا في حوران و درعا البلد .