بقلم: عبد الكريم محمد
هذه هي الحقيقة، لم يعد في عالمنا العربي فرساناً.. فقد استبدلنا ظهور السوابح بسروج الظعائن والفرسان الأشداء بالحمالين والمكارية، لتصبح سروج الأصايل زينة على ظهور الحمير..
لم يعد بعد الآن عندنا ما نتغنى به، سوى الماضي، وبعض قصائد أبي فراس الحمداني.. وتاريخ الفتوحات المليء بالبطولات الوهمية في الصحاري الشاسعة، التي لا يقوى على العيش فيها حتى الأفاعي.
المهم، اليوم بدأنا نعيش حالة انعدام معرفي للأصول والفروع للحصان العربي والفرس والكديش والنغل والبغل، بل بتنا نجهش بصلة القربى، التي تجمع بين الحوافر والفقاريات..
اليوم، استعضنا عن فرساننا باللقطاء والطلقاء وبدلنا الغزلان بقردة، وأصبحت أصوات الحمير مادة للطرب، وصهيل الخيول الجامحة نذر شؤم لا أكثر.. بعد أن كانت تشق الصمت طلباً للنصر.
هذه حال الأمة بعد أن كانت تغزو، أصبحت ساحة يدوسها المارقون، وماخوراً تقدم خدمات المساء لزناة الليل وشذاذ الآفاق.. بدلت أسمائها ومعالمها لتسمى مواخيراً، يعتليها عشرات الرايات المزركشة بألوان الطيف، التي رفعتها ذات يوم نساء الجاهلية القادمات من الشرق، بحثاً عن لقمة الخبز.