آراء

الرد بات أمراً واقعاً.. والحرب وحدها ستعيد رسم الشرق الأوسط

بقلم: إياد مصطفى
بمعزل عن من كان وراء اغتيال إسماعيل هانية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، دخلت المنطقة بكليتها حرباً ضروس، لا يمكن لأحد الهروب منها أو حتى تحييد نفسه بعيداً عنها، ولا التبرأ من نتائجها، خاصة وأنها سترسم خارطة الإقليم لمئة سنة قادمة أو ما يزيد.

لم يعد بعد الآن مفراً لأي دولة تبحث عن دورها المتميز أو حتى بقائها في الخارطة كما كانت عليه، وأن القضية تجاوزت غزة كما كان عليه الاعتقاد عند قصيري النظر وبعض الحالمين، خاصة جواسيس العرب، الذين لا يزالون يرون بأن إسرائيل والعلاقة معها، وحدها الجديرة بحماية عروشهم.

المهم بالأمر، الأوامر الغربية بتقويض دور إيران الإقليمي، بعد تقديمها الخدمات الأمنية في أفغانستان والعراق وكسر إرادة التغيير في سورية ومحيطها في بلاد الشام، اليوم أصبحت عبئاً على الغرب.

وأن القرار قد اتخذ في تقويض إيران في الحدود الدولية الإيرانية على المدى المنظور.. تماماً كما حصل مع النظام السوري في عام 2005 عندما صدر القرار بوقف التقاسم الوظيفي بين سوريا وإسرائيل في لبنان.

كما اتخذ القرار بحق تركيا التي خسرت دورها الإقليمي لينتقل الدور لإسرائيل، ويصبح بعد أن كان حجر الزاوية بالمنظومة الأمنية الإقليمية، القيادة الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، ولتعود الأدوار عربياً وتركياً وإيرانياً، إلى الخدمة الأمنية التي تحافظ على بقاء الخارطة الراهنة، مع بعض التغييرات هنا وهناك..

ولعل التهديدات التي تطلق من هنا وهناك، ليست سوى دفاعاً عن النفس علها تبقي أصحاب الأبواق والظواهر الصوتية، على قيد الحياة لا أكثر..

لكن الحرب رغم ذلك، باتت وحدها الحل لإعادة رسم الخارطة، بعيدا عن المأفونين سايكس وبيكواً هذه المرة.. وأن من سيرسم الخارطة، قوى إسلامية ستفرض شروطها على الشرق والغرب والشمال والجنوب، ولن تكون إسرائيل ولا حتى نظم سايكس بيكو على مسرح الحدث، والحرب سجالا.