ثقافة مجتمع

“التيجانية” تَنهَى عن جدال مغربي جزائري حول مكان مولد ومدفن مؤسسها

نَهَت مشيخة الطريقة التيجانية الصوفية في المغرب، الأربعاء، عن الجدل حول مكان مولد أو مدفن مؤسسها الشيخ مولاي أحمد التيجاني، داعيةً إلى التمسك بمنهاج الطريقة “في هذا الوقت الذي كثرت فيه المغريات والفتن”.

وخلال الأيام القليلة الماضية، ظهر جدل بين رواد مغاربة وجزائريين على منصات التواصل الاجتماعية حول مكان مولد شيخ الطريقة إن كان في المغرب أو الجزائر، في سياق أزمة بين البلدين الجارين.

وقالت مشيخة الطريقة، في بيان: “تاریخ جدنا الشیخ مولانا أحمد التيجاني رضي الله عنه تاریخ معروف، كتبه الله له، وكل ما هو من قبيل المشاحة (الجدل) حول مكان المولد أو المدفن في وقتنا هو من باب تهارش (إفساد) أهل الدنيا على دنياهم”، وفق وكالة الأنباء المغربية الرسمية.

وأضافت أن “العبرة هي بجواهر كمال طريقته التي لا تحدها الأمكنة والأزمان، ووصاياه النيرة لا تخفى عن أتباعه فهي دعوته التي لا تعرف الحدود”.

وتابعت أن الطريقة “ما انتشرت في أطراف الدنيا إلا لما ارتبط بتعاليمها وبأهلها من الفضائل”.

وشددت على أن “الحرص على عهدها أمانة في عنق كل المنتسبين في بلدان المغارب والمشارق وفي مختلف القارات”.

ودعت المشيخة أحفاد الشيخ التيجاني إلى حفظ عهده “بوعظ أنفسنا ونصح الناس بروح الطريقة في عمل الخير وطلب الفضل، لاسيما في هذا العصر، بعيدا عن الوقوع في حبائل الشيطان”، ومنها “شباك أهل الأهواء من المبتلين بنوازع الخلاف”.

وأوضحت أن جوهر منهاج الطريقة التيجانية هو “محاسبة النفس أولا، ثم دعوة الناس إلى طلب مرضاة الله تعالى في ما أمر به، مما أنزله في كتابه وبلغه رسوله المصطفى الكريم”.

وأكدت أن استمرار انتشار الخير في صفوف الطريقة وانتفاع الناس بها يتوقف على “التمسك بهذا المنهاج، لاسيما في هذا الوقت الذي كثرت فيه المغريات والفتن وأنواع التلبيس”.

والتيجانية من أشهر الطرق الصوفية، وأسسها أبو العباس أحمد التيجاني (1737ـ 1815)، وبدأ تأسيسها في ولاية البيض الجزائرية، قبل أن يصل مؤسسها إلى المغرب، حيث لقيت الطريقة دعما أكبر.

وبمرور الزمن، بات لها إشعاع كبير في الشمال والغرب الإفريقي، لتصبح إثر وفاة مؤسسها طريقة صوفية لها أتباع في مختلف أنحاء العالم. المصدر: وكالات