
اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتفاقا تجاريا مع بريطانيا هو حدث هام جدا واتفاق كبير للغاية، وكذلك فعل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي اعتبر أن هذا الاتفاق كان لابد منه لأن الولايات المتحدة هي الشريك التجاري الأكبر، ولكن أيضا لأسباب متعلقة بالأمن القومي.
يبقى أن التدقيق في العلاقات التجارية البريطانية الأمريكية، ما قبل عقد الاتفاق، تشير إلى أن الولايات المتحدة لديها فائض تجاري بنيوي مع بريطانيا، وبالتالي فإن الولايات المتحدة ليست بحاجة لاتفاق مع هذا البلد لتخفيف عجزها التجاري.
وأكثر من ذلك، فإن بريطانيا من كبار الدول التي تعيد استثمار احتياطها بالدولار في الولايات المتحدة، وبالتالي فإن هذا الاتفاق هو مجرد تكريس للأمر الواقع، لا أكثر ولا أقل، وكان من السهل التوصل إليه.
وكذلك سيكون الأمر بالنسبة لاتفاقات منتظرة بين الولايات المتحدة ودول الخليج، إذ أنها تدور دائما وأبدا، منذ سبعة عقود تقريبا، حول معادلة الأمن مقابل الفائض المالي، ولكن مع ترامب ستبدو الأمور أكثر وضوحا من السابق بعد زيارته.
حتى الان لا يبدو أن انتصارات الإدارة الأمريكية ستغير ميزان القوى العالمي التجاري، بانتظار طبعا الاتفاقات مع كوريا الجنوبية، الهند، فيتنام والأهم من كل هذا أوروبا، أي الدول الصديقة التي لديها فائض تجاري مع الولايات المتحدة حتى لو كان لديها عجز مع باقي دول العالم.
هذا الصراع لن يحسم بالضربة القاضية إنما بالنقاط، ونهاية المباراة ستكون في يونيو/حزيران المقبل أو قبل ذلك، إذا ما ارتفعت الفوائد على سندات الخزينة الأمريكية لعشر سنوات فوق الـ5⁒.