عربي

الأيام القادمة.. ستضع روسيا بين المطرقة والسندان في سورية

بقلم: إياد مصطفى

على ما يبدو أن السياسة الروسية العمياء، التي تحاول استخدام فائض قوتها في سورية، ستدخل نفقاً مظلماً كما دخلته في سالف الزمان بأفغانستان.. وسيبدأ جزء من الشعب السوري بصب جام غضبه على الوجود الروسي.. فروسيا على الدوام تحاول إظهار عداوتها للشعوب الإسلامية بلا هوادة وبشكل محموم، لم يشهده تاريخ الصراعات والشعوب يوماً، إلا ما شهدته أسبانيا أيام محاكم التفتيش..

المهم بعيداً عن العودة للتاريخ، الآن بدأت تتشكل كتل شعبية واسعة الطيف في سورية، انطلاقاً من القناعة القائلة أن روسيا هي رأس البلاء في سورية، وأن الأمر يتطلب من هذه القوى الصاعدة، بدء حرب العصابات في مواجهة الاحتلال الروسي في سورية.

بل أن بعضهم بدأ يربط الوجود الروسي ببقاء النظام السوري، الذي دمر سورية عن بكرة أبيها وهجر نصف سكانها في مشارق الأرض ومغاربها.. وأن التهم الجوالة من روسيا وغيرها، لم يعد يهم هذه القوى الجديدة بشيء، بل لم يعد أحد يلقي بالاً للشعارات الروسية العنصرية الوجهة لفئة بعينها من السوريين..

 بقدر ما وصل الأمر بالاعتقاد المطلق من قبلهم، أن روسيا دولة إرهابية بكل المقاييس، وأن ما فعلته من تدمير للبنى التحتية والطبية والتربوية في سورية، يعتبر جرائم حرب موصوفة دون أدنى شك، وأن واجب القوى الوطنية السورية إعلان الحرب الشعبية للتخلص من هذا الاحتلال المجرم والمقيت.

على كل ثمة متغيرات في الواقع السوري، أهمها أن الشعب السوري افتقد إلى الثقة الكلية بكل دول الاقليم وغيرها، وأن هذه الدول هي من ساهمت في كسر إرادة الشعب السوري وثورته، وإلحقت الضرر بمصالحه.

 هذه القناعة وحدها قد دفعت بهذه التشكيلات الجديدة، بضرورة الابتعاد عن كل أصناف الممولين من عرب وغيرهم، وأنه لا بد للحرب على الاحتلالات، أننا سنشهد توجهات أخرى غير مسقفة، لا من تركيا ولا من دول الخليج ولا الأردن ولا غيرها..

بل إنها باتت ترى بهذه القوى بعد تجاربها المريرة، أنهم جزء من المؤامر، بل أكثر هم من قادها ضدهم بالتوافق والتفاهم مع روسيا وأمريكا وإسرائيل وغيرها، وأن الهدف منع أية عمليه للتغيير في الواقع السوري، وأن أهداف الدول مجتمعة كلها هذه الأيام، تصب في عملية انتاج النظام القائم.. ورسيا هي رأس حربة هذه التوجهات..

وأن الأهداف السورية اليوم تحمل شعاراً أساسياً راسخاً، مؤداه لا بد من كسر رأس الحربة المسموم أولاً، كمقدمة لكنس كل الاحتلالات الجاثمة على الأرض السورية في نهاية الأمر، ثانياً.