علوم و تكنولوجيا

اكتشاف فئة جديدة من الأجرام السماوية بحجم المشتري “لا ينبغي أن تكون موجودة”!

كشفت مجموعة من علماء الفلك عن احتمال وجود فئة جديدة من الأجرام السماوية تطفو في سديم الجبار الواقع على بعد 1350 سنة ضوئية.

وعثر تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، باستخدام كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRCam)، عن هذه الأجسام الثنائية ذات كتلة المشتري (Jupiter Mass Binary Objects)، أو اختصارا JUMBO، وهي فئة جديدة غريبة من العوالم التي يبدو أنها تتحدى التصنيف، حتى أنها تركت العلماء في حيرة من أمرهم.

وتشبه هذه الأجرام السماوية الجديدة كوكب المشتري في الكتلة، لكنها لا يمكن أن تكون كواكب لأنها لا تدور حول نجمها المضيف، كما أنها أصغر من أن تكون نجوما.

وتحتوي أجرام JUMBO على البخار والميثان في أغلفتها الجوية ودرجات حرارة سطحها الجهنمية تبلغ نحو 1000 درجة مئوية (1830 درجة فهرنهايت)، لكن الخبراء لا يعتقدون أنها موطن لحياة غريبة.

وتم التعرف على العشرات من أجسام JUMBO في الصور الجديدة التي كشفت عنها وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) لسديم الجبار بتفاصيل غير مسبوقة.

ووفقا للوكالة، ألمحت البيانات المستمدة من التلسكوبات الأرضية إلى وجود أجسام JUMBO قبل أن يتم التعرف عليها رسميا من قبل جيمس ويب.

ويتضمن اسم JUMBO كلمة “ثنائي” (binary) لأن بعضها يأتي في أزواج، مثل الأنظمة الشمسية الثنائية التي تحتوي على نجمين.

ولاحظ تلسكوب جيمس ويب نحو 40 جسما ثنائيا من JUMBO في المجمل. وهي ساخنة وغازية، ولها أجواء من البخار والميثان، ويبلغ عمرها نحو مليون سنة، ما يجعلها “أطفالا” بالنسبة للقياسات الفلكية.

ونظرا لأنها عمالقة غازية تشبه كوكب المشتري وليست صخرية مثل الأرض أو المريخ، فمن غير المرجح أن تكون JUMBO موطنا لخزانات المياه السائلة، وبالتالي لا يُعتقد أنها تستضيف حياة غريبة.

ومع ذلك، فإن هذه الأجسام تحير العلماء في وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة ناسا لأن نظريات تكوين الكواكب الحالية لا تأخذ في الاعتبار وجودها.

ولا ينبغي أن يكون من الممكن تشكيل أجسام بحجم المشتري مثل هذه من خلال العملية التي تؤدي إلى ظهور النجوم داخل السديم.

والسديم عبارة عن سحابة هائلة من الغبار والغاز تحتل الفضاء بين النجوم وتعمل كحضانة للنجوم الجديدة.

وتتشكل السدم عندما يبدأ نجم أكبر من شمسنا في الموت ويطلق رياحا شمسية من الغاز.

ويقع سديم الجبار، على بعد نحو 1344 سنة ضوئية من الأرض والمعروف أيضا باسم ميسييه 42، في درب التبانة، جنوب حزام الجبار.

ومثل معظم السدم، فإن سديم الجبار منتشر، ما يعني أنه ليس له حدود واضحة المعالم. كما أنه من ألمع السدم ويمكن رؤيته بالعين المجردة في سماء الليل.

المصدر: ديلي ميل