عربي

استعدادات إسرائيلية لهجوم بري على جنوبي سورية

أفادت الأنباء الواردة من الجنوب السوري، أن سكان المناطق المتاخمة للمثلث السوري الأردني مع الجولان المحتل، أقصى جنوب غرب سوريا، سمعوا ليلة أمس بين الساعة الثامنة والتاسعة أصوات انفجارات من جهة الجولان.

وقد تبين أن هذه الانفجارات ناجمة عن سعي إسرائيل لإزالة الألغام في المنطقة من أجل حرية التحرك وفتح الطريق أمام الجيش الإسرائيلي في حال حصول أي هجوم من جهة الجنوب السوري، التوقعات الرائجة في وسائل الإعلام على اختلافها وتنوعها.

الإسرائيلي يحفر الأنفاق تحت “العازلة”
وتقدر بعض المصادر المطلعة، أن “هناك أنفاقًا حفرها جيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة الجولان أسفل خط “ألفا” الفاصل بين الجيشين السوري والإسرائيلي، مما يخل بالالتزامات التي تترتب على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي (350) لعام 1974″.

وتتموضع قوات حفظ السلام لمراقبة فض الاشتباك (أوندوف) في المنطقة الواقعة بين الخطين الأمميين (برافو وألفا)، إلا أنها كانت قد انسحبت منها وعلقت مهامها عقب اختطاف 45 عنصراً من جنودها (من الجنسية الهندية) على أيدي مسلحي تنظيم القاعدة عام 2014 الذين ما لبثوا أن أعلنوا بيعتهم لتنظيم “داعش”.

وأوضحت العديد من المصادر الأمنية، أن الأنفاق التي يحفرها جيش الاحتلال الإسرائيلي أسفل المنطقة الأممية العازلة يتطلع إلى استخدامها كقاعدة مصغرة لتسهل عليه أي دخول من هذا الموقع، ولتكون داعماً لوجستياً لأي تحرك قد يقوم به هو وعملائه في المنطقة.

مشروع فصل الجنوب مستمر
وأشارت الكثير من التحليلات في وسائل الإعلام إلى أن المشروع الإسرائيلي لفصل جنوب سوريا مستمر على قدم وساق، ويتم بالتنسيق مع مسلحين في أرياف محافظات السويداء والقنيطرة ودرعا، وحتى جهات أخرى في ريف دمشق.

من جانبه قال الخبير الأمني السوري، رفيق لطف لوكالة “سبوتنيك” الروسية إلى أن هذا التجمع يتخذ اسم تجمع “أحرار الجبل والسهل”، وهو بقيادة مجموعة من الإرهابيين هم المدعو (الشيخ سليمان عبد الباقي) من أهالي السويداء، و(وليد الشتار) من منطقة (الصنمين)، وأيضًا (مازن الزعبي) من منطقة (الطيبة) بريف درعا الشرقي، و(إياد الجلم) من مدينة (جاسم) بريف درعا الغربي، وهناك أشخاص من عائلة (الحريري) وغيرهم في (جاسم) ومناطق أخرى، ومنهم الضابط المنشق (عمار الواوي).

وأوضح الخبير الأمني السوري أن المسمى الذي ينضوي تحته جميع أولئك في جنوب سوريا هو “كتائب أبناء الجنوب” و”ثوار الجنوب”.

بريطانيا تطل برأسها جنوب سوريا
وأكد لطف أن الإشراف الرئيسي في مشروع (فصل الجنوب) الإسرائيلي هو إشراف بريطانيا، والهدف منه هو فصل الجنوب بحجة محاربة التواجد الإيراني مع أخذ طابع إقليم جنوبي، أسوة بمنطقة شرق الفرات.

وألمح لطف إلى أن: “الإيغال البريطاني في جنوب سوريا له دوافع تاريخية، وربما يتقاطع مع الولايات المتحدة الأمريكية التي أخرجته من جنوب سوريا بمؤامرة بين وكالة المخابرات الأمريكية وفرنسا عام 1949 والاستيلاء على خطوط أنابيب نفط (التابلاين) التي تمر من هذه المنطقة”.

وأشار إلى أن “هذه المعمعة قد تفسر التنافس البريطاني الفرنسي في جنوب سوريا، هذا التنافس الذي يتجلى من خلال توافق المجاميع الإرهابية المسلحة مؤخرًا على رفع أعلام مختلفة ومتباينة عقائديًا، وهي التي كانت حتى أمد قريب متصارعة على رفع تلك الأعلام”.

ولفت الخبير الأمني السوري إلى أن “مشروع فصل الجنوب يجري حاليًا تحت إشراف التحالف (اللاشرعي) شرقي سوريا، بتنسيق أمريكي وبريطاني، ولكن الوصي الأساسي في هذا المشروع هو بريطانيا، وهي المسؤول الرئيسي عن موضوع فصل الجنوب السوري وكل ما يجري في منطقة الجنوب تحت سيطرتها بالكامل بالتنسيق مع جهات في مملكة الأردن وإسرائيل”.

اترك تعليقاً