عربي

إسرائيل تعتزم فرض سيطرة مباشرة على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة وسط رفض لوكالات الإغاثة الدولية

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن إسرائيل تعتزم تولي السيطرة الكاملة على جميع المساعدات الإنسانية التي تدخل وتوزع داخل قطاع غزة.

وأثارت الخطوة قلق وكالات الإغاثة الدولية التي وصفتها بأنها غير قابلة للتنفيذ بالشكل المقترح.

ووفقا لمصادر مطلعة، أبلغت السلطات الإسرائيلية وكالات الإغاثة الأسبوع الماضي بخطة جديدة تقضي بأن تكون نقطة العبور الوحيدة للمساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم في جنوب شرق القطاع.

وبموجب هذه الخطة، ستخضع جميع الشحنات للفحص الصارم قبل توزيعها من خلال مراكز لوجستية أنشأتها إسرائيل، مع احتمال توفير الأمن من قبل شركات خاصة. كما ستفرض تل أبيب نظام تتبع شامل لجميع عمليات التوزيع، وقد تشترط تدقيقًا أمنيًا مكثفًا لموظفي الإغاثة العاملين في القطاع، وفق ما أفاد به مسؤولون من خمس منظمات إنسانية كبرى ومن الأمم المتحدة.

وأوضح المسؤولون، الذين فضل معظمهم عدم الكشف عن هوياتهم نظرًا لحساسية الموضوع، أن وحدة COGAT التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، والمسؤولة عن تنسيق الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية، أطلعت وكالات الإغاثة على هذه القواعد الجديدة خلال اجتماعات عقدت يومي الأربعاء والخميس الماضيين.

تأتي هذه التغييرات وسط حالة من الضبابية بشأن مستقبل المساعدات الإنسانية في غزة، خاصة بعد إبلاغ عدد من المنظمات الدولية يوم الجمعة بأن التمويل الذي كانت تتوقع الحصول عليه من مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) قد تم تعليقه بناءً على أمر مباشر من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.

وفي تصعيد جديد، أعلنت إسرائيل يوم الأحد عن وقف تام لإرسال شحنات المساعدات إلى القطاع، متهمة، دون تقديم أدلة، بعض وكالات الإغاثة بتحويل المساعدات إلى حركة حماس، وهي اتهامات سبق أن نفتها المنظمات الإنسانية مرارا.

قرار تجميد المساعدات جاء بعد فترة شهدت زيادة في تدفق الإغاثة الإنسانية إلى غزة، خاصة خلال وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع بين إسرائيل وحماس. غير أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة تهدد بإحداث أزمة إنسانية متفاقمة في القطاع، حيث يعتمد مئات الآلاف من السكان على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة.

وبينما لم تعلن إسرائيل رسميا تفاصيل إضافية عن خطتها الجديدة، يبقى موقف وكالات الإغاثة الدولية حاسما في تحديد مدى نجاحها أو فشلها، خاصة في ظل مخاوف من أن تؤدي القيود الإسرائيلية إلى تراجع حاد في تدفق المساعدات إلى غزة.

المصدر: واشنطن بوست

اترك تعليقاً