بقلم: عبد الكريم محمد
أي الأمهات التي غفت على فيض صحو انتظارها، أنت؟!! أي الأمهات التي توسدت الهواجس، حتى تسمع وقع أقدامك ضجيجاً، يملأ المكان؟! أي الأمهات التي تفرح بلحضة ضجيجك، عندما يمزق السكون؟! أي الأمهات التي تغيب معها فرحاً، لحظة الوجع مع الصرخة الأولى.. التي تعلن بدء الحياة مع رحيل الموت؟!
لا شيء يمكنه أن يصف اللحظات.. لا شيء يمكنه أن يرسمها حبراً على الجدران.. لا شيء يمكنه أن يلون ذاكرة المكان بأحمر الشفاه، لحظة الرحيل.. لا شيء يمكنه أن يعيد ترتيب الرتابة بمهج القلوب وكحل العيون، التي ترقب حركة الأشياء وصيرورة الزمان.. من حقكم جميعاً، فرادى وزرافات، أن تقولوا أمي وحدها حواء.. وما دونها انعكاساً لذاك الضياء..
يا سر الأسرار ومنبع الأنوار.. ويا مهج الديمومة، التي لا تمل الحب والانتظار.. يا قطعة خلقت من نفحات ربانية، إيذانا ببدء الحياة حتى آخر النهايات.. رداءً نسج من مشاعر ولحم ودم.. ديمومة رحمة وعشق عباءة يقظة، ملّها السهر.. وما تزال متكئةً على باكورة الانتظار.