آراء

أمريكا على ضفاف الجحيم.. وحلم وولفويتز يتبخر

بقلم: عبد الكريم محمد
ليس كل ما ترسمه أو تخطط له القوى العظمى من مشاريع ومؤامرات يمكنها أن تنجح، أو أن تصبح حقيقة مؤكدة لا يمكن تجاوزها أو حتى وأدها في مهدها..

ولعل الحقيقة باتت تشي بما هو واقعاً، أن أمريكا باتت تعيش هذه الأيام على ضفاف الجحيم، أو إذا شئت باتت تجثم على جنبات فوهة جهنم.. وأن تبني البنتاغون في العام 1992 بالفعل “مبدأ وولفويتز”، الذي يحمل اسم الإسرائيلي بول وولفويتز.

القائل بوجوب “أن يكون الهدف الأول للاستراتيجية السياسية والعسكرية الأمريكية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة هو منع ظهور قوة عظمى منافسة.”

المهم يعيش العالم هذه الأيام مجموعة من المتغيرات الجذرية الكبرى، وفي المقدمة منها انزياح الولايات المتحدة الأمريكية عن موقعها في قيادة العالم، باعتبارها القطب الوحيد في مركز القيادة راهناً إلى عالم متعدد الأقطاب..

وقد لا نغالي بالقول، أن الولايات المتحدة تعيش جملة من الأزمات الدولية والداخلية على كافة الأصعدة، وأن أمريكا بالمقام الأول باتت مهدده في وحدتها، وأن نغمة الانسحاب من الاتحاد ستعود إلى الواجهة في حراك أكثر من ولاية في الأيام القادمة..

وأن الولايات المتحدة باتت تحمل بذور فنائها في داخلها، خاصة وأن هذه البذور باتت تعيش على خصوبة ركام المديونية والواقع الاقتصادي والاجتماعي المتردي وتعاظم حجم الفقراء الذي تجاوز عشرات الملايين في كافة الولايات من دون استثناء..

أي أنه لم يعد التكاذب اليهودي في أمريكا صالحاً للمفعة كما جرى التعتيم والتكاذب الإعلامي والتي درجت عليه العادة.. ولا “مبدأ وولفويتز”، الذي يحمل اسم الإسرائيلي بول وولفويتز صالحاً لأن يصبح وصفة أبدية يقيم على وقعها العالم خطواته وتطلعاته المستقبلية.

المهم من دحر من أفغانستان، لا بد وأن تنتظره مفاجأت أكبر مما يتوقع هو ومن معه من الحلفاء، ليعود إلى خلف الأطلسي مذلولاً ومهاناً، خاصاً وأن القوى الدولية والإقليمية أصبحت على دراية واضحة لقيادة المستقبل الآمن لكل شعوب الأرض.. من دون استثناء أو استنسابية أبداً.