بقلم: عبد الكريم محمد
كثيراً ما نسمع عن الحكومات العميقة، باعتبارها صاحبة القرارات النهائية فيما يخص كل السياسات الاقتصادية- الاجتماعية، بل وصاحبة العقد والحل في جميع الحكومات بمعزل عن طبيعة نظمها ومسمياتها..
المهم لا بد من القول أن الحكومات العميقة يعبر عنها بالطغم العسكرية – الأمنية المتحالفة مع عصابات الفساد المسماة بالشركات وتجار المخدرات والغذاء والدواء..
هؤلاء يمتهنون المؤامرة كما يمتلكون وسائل الإعلام، التي تسوق لجرائمهم.. والأهم هؤلاء يفتقدون لأية قيم إنسانية، وأن القتل والغيلة بكل أنواعها، هي مخرجهم الوحيد وسبيلهم في ديمومة سيطرتهم على المجتمعات.. ليتسنى لهم دوام السيطرة الهادفة لسرقة مقدراتهم..
ناهيك أن ما يسمى أباطرة المال والأعمال، هم مجرد واجهات رخيصة للطغم القذرة، لكنها والحق يقال، تمتلك قدرات فردية جهنمية في الحفاظ على رتابة الأغنياء وأصحاب المال والأعمال.. وهم باتوا اليوم لسوء حظ البشرية، جيوشاً من المخادعين والفاسدين والسراق..
حتى رجال الدين بكل مسمياتهم وأصنافهم ودياناتهم من دون استثناء، يقومون بذات الأدوار القذرة، التي تقوم بها عصابات الدعارة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والقيمية..
هؤلاء جميعاً هم من يسمون أنفسهم بالحكومات العميقة، لكن بالمقابل وصلنا للمرحلة التي افتضح أمر هؤلاء جميعاً، وأن القادم سيغير وجه البشرية ليقلب ظهر المجن..
بعضهم يصر على أشهر وبعضهم على سنوات، وبعضهم يخاف أن يحدد الزمن حتى لا يفاجئ بتحول حلمه كابوساً، لاعتقاده بأن أهل الشر يمتلكون قدرات فائقة في تغيير ألبستهم بألبسة النسكاك.. لحظتها ستتحول الحكومات العميقة إلى فيلة مفترسة بعد أن كانت كلاباً مسعورة.
