كشفت وكالة “بلومبيرغ” في تقرير جديد عن ضغوط مارستها روسيا على رئيس النظام السابق بشار الأسد لمغادرة سوريا، بعد وصولها إلى قناعة بأنه سيفقد السيطرة على العاصمة دمشق لصالح فصائل المعارضة.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت للوكالة، نظّم عملاء الاستخبارات الروسية عملية هروب الأسد عبر قاعدة جوية روسية في سوريا.
وأوضحت المصادر أن “أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بالطائرة التي أقلت الأسد وعائلته أُغلقت خلال الرحلة لضمان عدم تتبعها”.
وأكد مصدران مطلعان لـ “بلومبيرغ” أن عملاء من الاستخبارات الروسية نظموا عملية هروب الأسد عبر قاعدة جوية روسية في سوريا، وأُغلقت أجهزة الإرسال والاستقبال في الطائرة خلال الرحلة.
وأشارت التقارير إلى أن الطائرة اختفت من بيانات تتبع الرحلات في الساعات التي شهدت دخول فصائل المعارضة إلى أطراف العاصمة، مما أثار شائعات عن سقوط الطائرة. لكن في وقت لاحق، أعلنت روسيا أن “الأسد قرر التنحي عن منصبه ومغادرة البلاد”، وفق ما نقلته وكالات الأنباء الروسية التي أكدت أن اللجوء مُنح له ولعائلته في نفس اليوم.
تكرار سيناريو القذافي
خلال مؤتمر صحفي عقد في 10 كانون الأول في موسكو، ردّ المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على تساؤلات الصحفيين حول دور روسيا في مغادرة الأسد، قائلاً: “قرار الرئيس الأسد بالتنحي كان قراره الشخصي بالكامل. أما بقية التفاصيل فلا تعليق لدي عليها”.
أوضحت المصادر أن الكرملين كان قلقاً من تكرار سيناريو سقوط القذافي في ليبيا، حيث قُتل بطريقة مأساوية بعد الإطاحة به، مما دفع القيادة الروسية إلى التحرك بسرعة لتأمين خروج آمن للأسد.
وقال مصدر مطلع قريب من الكرملين: “الرئيس فلاديمير بوتين طلب من أجهزة الاستخبارات تفسير فشلها في رصد التهديدات المتزايدة التي كانت تواجه نظام الأسد”.
وأقنعت روسيا الأسد بأنه “لن يتمكن من الصمود أمام الفصائل الجهادية بقيادة هيئة تحرير الشام”، وعرضت عليه تأمين ممر آمن له ولعائلته مقابل مغادرة سوريا فوراً.
وأضاف أحد المصادر أن “روسيا توصلت إلى قناعة بأنها لا تستطيع فعل المزيد لدعم نظام الأسد مع تقدم المجموعات المسلحة”.