تواصل مصر تنفيذ مشروع كبير لزراعة القمح في الصحراء اعتمادا على مياه الأمطار في الساحل الشمالي ومحافظة مطروح.
وقال الخبير الاقتصادي المصري ومستشار وزير التموين السابق نادر نور الدين في تصريحات لـRT إن الزراعة على الأمطار هي الأساس حيث تمثل 80% من إجمالي زراعات العالم بينما تمثل الزراعة المروية نحو 20% فقط وفي المناطق الجافة معدومة وقليلة الأمطار.
وتابع الخبير المصري: “تتطلب الزراعة المطرية نقطتين أساسيتين وهي الكثافة والاستمرارية، أي كثافة الهطول بحيث تصل المياه إلى أعماق التربة وإلى أقصى عمق تصل إليه الجذور، والاستمرارية طوال موسم النمو حتى الحصاد”.
وأشار نور الدين إلى أن مصر تنتمي إلى المناخ عالي الجفاف والجاف بمتوسط هطول مطري في جميع أنحاء مصر 20 مم فقط في السنة ولكنها ترتفع في الساحل الشمالي والأراضي المجاورة للبحر المتوسط إلى ما بين 180-200 مللي في السنة وهي لا تكفى للزراعات المطرية التي تتطلب هطولا من 350- 400 مللي في السنة، ويعيبها أيضا عدم الاستمرارية حيث غالبا ما تنقطع في شهر مارس بينما تستمر الحاصلات الشتوية في الأرض حتى منتصف مايو مثل القمح والفول والعدس والحمص.
ونوه بأنه بالتالي لم تنجح الزراعة على الأمطار في شمال مصر ويكتفي هناك بدو غرب الإسكندرية والحمام ومطروح والسلوم حتى الحدود الليبية بزراعة بعض الأعلاف لمواشيهم وأحيانا الشعير،ـالذي يمكث في التربة شهرا أقل من القمح ويتم حصاده في إبريل.
وأكد مستشار وزير التموين السابق أنه بالإضافة إلى ذلك ظهر نبات فطري يسمى “بالفقع” وهو يشبه ثمرة البطاطس الصغيرة ولكنه غني في الفيتامينات والمعادن والهرمونات ويستخدم كمقوي عام ويقبل على شراؤه الأثرياء وأهل الخليج العربي ويدر دخلا جيدا.
ونوه بأن التحول إلى زراعة الحاصلات الاقتصادية في هذه المنطقة والتي تتطلب هطولا مطريا بين 305 – 400 مللي وأن تكون منتظمة وكثيفة ولها صفة الاستمرارية يؤدى إلى تدهور التربة وفشل هذه الزراعات، ولكي تنجح هذه الزراعات الاقتصادية من القمح والفول والعدس تتطلب ريه إلى ريتين تكميليتين من المياه الجارية أو من مياه الآبار غير المالحة، وبالتالي أوصت منظمة الفاو بحتمية قيام مصر بحصاد الأمطار سواء في خنادق ممتدة تشبه الترع أو في بيارات أو هرابات وهي فتحات دائرية عميقة تشبه بالوعات الصرف الصحي ويتم حفرها في صفوف لتخزين مياه الأمطار أثناء وفرتها ليتم استخدامها عند انقطاع الأمطار في مارس وأبريل حتى توفي احتياجات القمح والفول والعدس وغيرها من مياه الري حتى نهاية أبريل وأوائل مايو.
وتابع: “لذلك كانت فكرة إنشاء ترعة امتداد الحمام لتغطي منطقة الساحل الشمالي الغربي بالمياه وتوفير الريات التكميلية التي تحتاجها الحاصلات الشتوية بالإضافة إلى نظم حصاد الأمطار، والحل الأخر هو الاكتفاء بزراعة الشعير على الأمطار لأنه محصول استصلاح للأراضي ويناسب الأراضي الصحراوية حديثة الاستصلاح ويتحمل ملوحة التربة التي عادة ما تكون موجوده لمجاورة المنطقة للبحر المتوسط ومياهه المالحة التي تملح التربة ومياهها الجوفية كما يتحمل النوعيات الفقيرة لمياه الري بضخ مياه مصارف غرب الدلتا المعالجة إلى هذه المنطقة، حيث يعطي الشعير محصولا جيدا ومطلوب جدا لدى الدول المجاورة في ليبيا والسعودية وهما من كبريات الدول المستوردة للشعير في العالم بالإضافة إلى سعره الذي أصبح مساوي لأسعار القمح وعدم احتياجه لجرعات كبيرة من الأسمدة الكيميائية كما في القمح، وبالمثل أيضا يمكن زراعة البطاطس وينبغي أن تبدأ زراعة هذه المنطقة بالشعير ولموسمين حتى تتحسن التربة وتسمح بزراعة القمح والبقوليات والأعلاف بعد ذلك”.