بقلم: عبير شهابي
إنها الحقيقة التي باتت حاضرةً في حياة البشرية قاطبة، أن العالم يرحل بكليته إلى الجحيم، بعد أن اقتحم المساحة المظلمة، غير المعرفة أو المحددة المساحة بغبائه..
وهذه الحقيقية كانت قد بدأت بالتشكل منذ العام 1984-1985، والتي سميت عند بعضهم بالأزمة وبعضهم الآخر بالنقمة التي لا يمكن حلها.. استناداً إلى القناعة القائلة بغياب القوى البناءة، صاحبة الرأي والقرار السديد..
المهم أننا بتنا نعيش الفصل الثالث من فصول هذه الأزمة، الأولى ظاهرة التشكل والثانية فرط عقد ما كان يسمى زوراً وبهتاناً بالنظام الشيوعي والشيوعية الحقيقية منه براء.. والثالث الحرب ضد الإسلام والمسلمين ومنعهم من ممارسة قيمهم وطقوسهم الإيمانية حتى في بلادهم، تحت مسمى تنامي الإرهاب.. ومنعهم من ملء الفراغ في بلادهم، لتحل محلهم أنظمة هجينة مدعومة من الغرب الفاشي.
لندخل في المديونيات والأزمات الاقتصادية، وفي مقدمتها مديونية الولايات المتحدة الأمريكية، التي بلغ الرقم الرسمي، حسب وزارة الخزانة الأميركية لديون الحكومة الفدرالية 31.7 تريليون دولار، وهذا يعني أن:
- نصيب كل مواطن أميركي من الدين العام يقترب من 95 ألف دولار.
-نصيب كل عائلة أميركية من الدين العام يقترب من 247 ألف دولار.
-الدين العام يبلغ أكثر من 6 أضعاف الإيرادات الفدرالية السنوية.
-يبلغ الدين العام 125% من الناتج المحلي الأميركي.
الأهم أن الولايات المتحدة بدأت تعيش تبعات التخلف عن سداد ديونها، بل وعدم قدرتها على استدانة المزيد.. رغم المحاولات الاسعافية التي تنادي برفع سقف الدين، الأمر الذي سيؤدي بالأساس إلى فزع المستثمرين..
وسيزيد من فقدان الناس الثقة في الديون الأميركية، الأمر الذي سيدفعهم للانسحاب من أسواق الأوراق المالية.. وارتفاع أسعار الفائدة على الاستثمارات والرهون العقارية.. وينساق بشكل اتوماتيكي على حركة الاقتصاد ليأخذه إلى التباطؤ.. ليدخل العالم بعد الكارثة الاقتصادية الأمريكية أتون ذات الكارثة بامتياز.
وأن مواجهتها، أعني الكارثة الراهنة، زيادة منسوب الحروب وتوسعها في العالم، بما في ذلك الحروب الأهلية وفي مقدمتها الحرب الأهلية الأمريكية، وولاية تكساس ستكون كبش الفداء لا محالة لفرط عقد الوهم، المسمى بالولايات المتحدة الأمريكية.