آراء

السياسة مهنة القوادين.. والداعرة أشرف من القواد

بقلم: عبد الكريم محمد

كثيراً ما يصاب الساسة بحالة من النرجسية المفرطة، عندما تتيح لهم الظروف في التحدث عن تاريخهم غير المشرف.. ظناً منهم، أن الجمهور يصفق لهم أمام شاشات التلفزة ووسائل الإعلام..

بل يتناسون بأنهم يمارسون مهنة القوادة، لكل أنواع الأعمال الهابطة، بداية بالكذب وانتهاءاً بمهنة القوادة والسمسرة والسرقة..

الأدهى من ذلك يخرج عليك شيوخ طرقهم وحملة مباخرهم بكل أصنافها، ليؤكدون حرمة الخروج على ولي الأمر، باعتبار ولي الأمر نصف الله أو ظله على الأرض..

أو بمقولة لا يعرف أحداً مصدرها، بأن مرحلة بعث الانبياء قد توقفت.. ليبقى المبشرين والنذراء يبعثون للأمم إلى يوم القيامة.. رأفة بالعباده.. وأولياء الأمر هم هؤلاء الرحمة التي يرسلها الله.

حقيقة ليس منا ولياً للأمر، وليس منا من لا نختاره بمحض إرادتنا، بل ليس منا من يمارس مهنة القوادة والسمسرة باسم الكتاب المقدس تارة والدم الأزرق تارة أخرى.

فالداعرة تمارس مهنتها محض إرادتها، بينما يمارس ذاك السياسي مهنة القوادة على غير هدى أو شرف أو ناموس، كل ذلك مندرجاً تحت عنوان الضرورات تبيح المحظورات، حتى لو تحول القتل والتجويع والسرقة والنهب وخيانة الأمانة ديدناً.

لا وقت ولا مكان لمقولة ولي الأمر، فولاية الأمر خيار أصحاب الإرادة الحرة، الذين من يحق لهم وحدهم اختيار من يسيّر أمورهم، وليس حكمهم..